Monday, May 7, 2012

بيسان



بفتح اوله وثالثه وسكون ثانيه ونون في اخره . بلدة من أقدم مدن فلسطين تعود بتاريخها الى ما قبل العصور التاريخية ، الى اكثر من 6000 سنة . وفي العهد الكنعاني دعيت باسم " بيت شان " . بمعنى " بيت الاله شان " أو " بيت السكون " وعنهم أخذ اليهود هذه التسمية .
كان لـ " بيسان " أهمية تجارية وعسكرية لوقوعها على الطريق العام الذي يصلها ببشرقي الأردن وحوران ودمشق من جهة ومدن فلسطين الساحلية فمصر من جهة أخرى ، كما كان لا أهمية زراعية لوجودها في غور مخصب ينمو في النخيل والقطن والحبوب وغيرها .
وفي العصر المصري لفلسطين انتشرت اللغة المصرية القديمة في بيسان أكثر من انتشارها في أي مكان اخر في فلسطين . وما زالت اثار المصريين القدماء في خرائب بيسان ظاهرة للعيان .
عجز يوشع ، القائد اليهودي ، عن ضم هذه المدينة الى بني قومه ، كما وانها لم تصبح في أي يوم من الأيام مدينة يهودية . وعلى أسوارها سمر الفلسطينيون جسد " طالوت ـ شاول " وأولاده على اثر مقتلهم في معركة جلبوع في نحو عام 1004 ق . م .
ويظهر ان السكيثيين ، الذين انتشروا في بلادنا في القرن الرابع قيل الميلاد وبعده استقروا في بيسان حتى دعيت ، فيما بعد ، باسم " سكيثوبولس ـ ScythopIis" .
وفي العهد اليوناني كانت " سكيثوبوليس " من أهم المدن الفلسطينية التي بثت منها المدنية اليونانية .
وعلى الأرجح انها  كانت في العهد الروماني رئيس المدن العشر ، ديكا بوليس ، وفي اشتهرت بيسان بخمورا ونسج الكتان . وكانت في عهد الأمبراطورية الرومانية الشرقية عاصمة  لمقاطعة " فلسطين الثانية " التي شملت الجليل وام قيس وقلعة الحصن وطبرية .
 
فتح العرب المسلمين لـ " بيسان "[2
 
قال صاحب " فتوح البلدان "عن فتح شمال فلسطين ( جند الأردن ) ما يأتي : " فتح شرحبي بن حسنة طبرية صلحاً بعد حصار أيام ، على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم ومنازلهم ، الا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعاً ، ثم انهم نقضوا في خلافة عمر ، واجتمع اليهم قوم من الروم غيرهم ، فأمر عبيدة عمرو بن العاص بغزوهم فسار اليهم في أربعة الاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل ، ويقال بل فتحها شرحبيل ثانية ، وفتح شرحبيل جمع مدنة الأردن وحصونها على هذا الصلح فتحاً يسيراً بغير قتال . ففتح بيسان وفتح سوسية وفتح أفيق  وجرش وبيت راس وقدس والجولان وعلى سواد الأردن وجميع أرضها " .
وقد ذكر الطبري الحوادث المار ذكرا بين حوادث عام 13 هـ (634 م) .
وفي (3 : 443) قال : انه لما فرغ شرحيبل من وقعة فحل نهد في الناس ومعه عمرو بن العاص والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو يريد بيسان . فحاصرها أياماً وقاتل أهلها فأنام من خرج اليه وصالح بقية أهلها .
* * *
اتخذ الفقيه " رجاء بن حبوة بن جرول الكندي ابو المقدام " بيسان مقاماً له . روى رحمه الله عن معاوية وطبقته قال مسلمة الأمير الأموي : برجاء وأمثاله ننصر . وصف رجاء بن حبوة بأنه :
كان شريفاً نبيلاً كامل السؤدد ، كان ثقة فاضلاً كثير الحديث وكان سيد أهل زمانه .
الأمير في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي ، وعدي بن عدي ، ان الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم الأعداء
.
أشرف رجاء ، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان ، على بناية الحرم القدسي ، وكان يساعده في ذلك " يزيد بن سلام " من أهل بيت المقدس ، ولما تم البناء على الوجه الأكمل ، استشارا الخليفة فيما يجب عمل بالمائة الف دينار التي بقيت من الأموال المخصصة لاقامة الحرم ، ولما اجابهما عبد الملك بأن يتقاسما المبلغ لهما على حسن تدبيرهما ، بعثا اليه يقولان : ( نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا . فاصرفها في أحب الأشياء اليك . فكتب اليهما تسبك وتفرغ على القبة . فسكبت وافرغت عليها ).
وكان رجاء عظيماً عند بني امية لا سيما عند عمر بن عبد العزيز ، كان اذا قدمت لعمر بن عبد العزيز  حلل[9 يعزل منها حلة : ويقول " هذ الخليلي رجاء بن حيوة " .
ولما مرض " سليمان بن عبد الملك " مرض الموت في " دابق " دخل عليه رجاء واستعرض معه أسماء المرشحين للخلافة . قال سليمان : كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال رجاء : أعلمه والله خيراً ، فاضلاً مسلماً فقال سليمان هو والله على ذلك . واستخلف عمر .
توفي رجاء في عام 112 هـ : 730 م وقد شاخ .
* * *
وممن ذكر بيسان في القرون الأربعة الأولى لدخولها في الحكم العربي الاسلامي من جغرافي العرب :
 (1) ابن خرداذبه ، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله المتوفى في نحو 280 هـ : 893 م . بأنها " كورة من كور الأردن "وأنها " على الطريق المؤدية من دمشق الى الرملة ، تقع ين طبرية واللجون ".
 (2) المقدسي ، المتوفى في نحو عام 380 هـ : 990 م بقوله : " بيسان على النهر ، كثيرة النخيل ، وأرزاز فلسطين والاردن مها . غزيرة المياه ، رحبة ، الا ان ماءها ثقيل".
 (3) ووصفها الوزي الفقيه أبي عبيد بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 هـ : 1094 م ما يأتي : "بيسان بفتح أوله وبالسين المهملة ، موضعان ، احدهما بالشام ، تنسب اليها الخمر الطيبة ، قال الأخطل :
     وجاءوا بيسانية هي بعدما يعل بها الساقي واسهل والثاني بالحجاز.
روي عن رجاء بن حبوة أنه قال لعروة بن رديم :اذكر لي رجلين م صالحي أهل بيسان ، فبلغني ان الله أختصهم برجلين من الأبدال ، لاينقص منهم رجل الا أن أبدل الله مكانه رجلاً . لاتذكره لي متماوتاً ولاطعاناً على الأمة ، فانه لايكون منهم الأبدال"

No comments: