Monday, May 7, 2012

بيسان



بفتح اوله وثالثه وسكون ثانيه ونون في اخره . بلدة من أقدم مدن فلسطين تعود بتاريخها الى ما قبل العصور التاريخية ، الى اكثر من 6000 سنة . وفي العهد الكنعاني دعيت باسم " بيت شان " . بمعنى " بيت الاله شان " أو " بيت السكون " وعنهم أخذ اليهود هذه التسمية .
كان لـ " بيسان " أهمية تجارية وعسكرية لوقوعها على الطريق العام الذي يصلها ببشرقي الأردن وحوران ودمشق من جهة ومدن فلسطين الساحلية فمصر من جهة أخرى ، كما كان لا أهمية زراعية لوجودها في غور مخصب ينمو في النخيل والقطن والحبوب وغيرها .
وفي العصر المصري لفلسطين انتشرت اللغة المصرية القديمة في بيسان أكثر من انتشارها في أي مكان اخر في فلسطين . وما زالت اثار المصريين القدماء في خرائب بيسان ظاهرة للعيان .
عجز يوشع ، القائد اليهودي ، عن ضم هذه المدينة الى بني قومه ، كما وانها لم تصبح في أي يوم من الأيام مدينة يهودية . وعلى أسوارها سمر الفلسطينيون جسد " طالوت ـ شاول " وأولاده على اثر مقتلهم في معركة جلبوع في نحو عام 1004 ق . م .
ويظهر ان السكيثيين ، الذين انتشروا في بلادنا في القرن الرابع قيل الميلاد وبعده استقروا في بيسان حتى دعيت ، فيما بعد ، باسم " سكيثوبولس ـ ScythopIis" .
وفي العهد اليوناني كانت " سكيثوبوليس " من أهم المدن الفلسطينية التي بثت منها المدنية اليونانية .
وعلى الأرجح انها  كانت في العهد الروماني رئيس المدن العشر ، ديكا بوليس ، وفي اشتهرت بيسان بخمورا ونسج الكتان . وكانت في عهد الأمبراطورية الرومانية الشرقية عاصمة  لمقاطعة " فلسطين الثانية " التي شملت الجليل وام قيس وقلعة الحصن وطبرية .
 
فتح العرب المسلمين لـ " بيسان "[2
 
قال صاحب " فتوح البلدان "عن فتح شمال فلسطين ( جند الأردن ) ما يأتي : " فتح شرحبي بن حسنة طبرية صلحاً بعد حصار أيام ، على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم ومنازلهم ، الا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعاً ، ثم انهم نقضوا في خلافة عمر ، واجتمع اليهم قوم من الروم غيرهم ، فأمر عبيدة عمرو بن العاص بغزوهم فسار اليهم في أربعة الاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل ، ويقال بل فتحها شرحبيل ثانية ، وفتح شرحبيل جمع مدنة الأردن وحصونها على هذا الصلح فتحاً يسيراً بغير قتال . ففتح بيسان وفتح سوسية وفتح أفيق  وجرش وبيت راس وقدس والجولان وعلى سواد الأردن وجميع أرضها " .
وقد ذكر الطبري الحوادث المار ذكرا بين حوادث عام 13 هـ (634 م) .
وفي (3 : 443) قال : انه لما فرغ شرحيبل من وقعة فحل نهد في الناس ومعه عمرو بن العاص والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو يريد بيسان . فحاصرها أياماً وقاتل أهلها فأنام من خرج اليه وصالح بقية أهلها .
* * *
اتخذ الفقيه " رجاء بن حبوة بن جرول الكندي ابو المقدام " بيسان مقاماً له . روى رحمه الله عن معاوية وطبقته قال مسلمة الأمير الأموي : برجاء وأمثاله ننصر . وصف رجاء بن حبوة بأنه :
كان شريفاً نبيلاً كامل السؤدد ، كان ثقة فاضلاً كثير الحديث وكان سيد أهل زمانه .
الأمير في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي ، وعدي بن عدي ، ان الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم الأعداء
.
أشرف رجاء ، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان ، على بناية الحرم القدسي ، وكان يساعده في ذلك " يزيد بن سلام " من أهل بيت المقدس ، ولما تم البناء على الوجه الأكمل ، استشارا الخليفة فيما يجب عمل بالمائة الف دينار التي بقيت من الأموال المخصصة لاقامة الحرم ، ولما اجابهما عبد الملك بأن يتقاسما المبلغ لهما على حسن تدبيرهما ، بعثا اليه يقولان : ( نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا . فاصرفها في أحب الأشياء اليك . فكتب اليهما تسبك وتفرغ على القبة . فسكبت وافرغت عليها ).
وكان رجاء عظيماً عند بني امية لا سيما عند عمر بن عبد العزيز ، كان اذا قدمت لعمر بن عبد العزيز  حلل[9 يعزل منها حلة : ويقول " هذ الخليلي رجاء بن حيوة " .
ولما مرض " سليمان بن عبد الملك " مرض الموت في " دابق " دخل عليه رجاء واستعرض معه أسماء المرشحين للخلافة . قال سليمان : كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال رجاء : أعلمه والله خيراً ، فاضلاً مسلماً فقال سليمان هو والله على ذلك . واستخلف عمر .
توفي رجاء في عام 112 هـ : 730 م وقد شاخ .
* * *
وممن ذكر بيسان في القرون الأربعة الأولى لدخولها في الحكم العربي الاسلامي من جغرافي العرب :
 (1) ابن خرداذبه ، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله المتوفى في نحو 280 هـ : 893 م . بأنها " كورة من كور الأردن "وأنها " على الطريق المؤدية من دمشق الى الرملة ، تقع ين طبرية واللجون ".
 (2) المقدسي ، المتوفى في نحو عام 380 هـ : 990 م بقوله : " بيسان على النهر ، كثيرة النخيل ، وأرزاز فلسطين والاردن مها . غزيرة المياه ، رحبة ، الا ان ماءها ثقيل".
 (3) ووصفها الوزي الفقيه أبي عبيد بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 هـ : 1094 م ما يأتي : "بيسان بفتح أوله وبالسين المهملة ، موضعان ، احدهما بالشام ، تنسب اليها الخمر الطيبة ، قال الأخطل :
     وجاءوا بيسانية هي بعدما يعل بها الساقي واسهل والثاني بالحجاز.
روي عن رجاء بن حبوة أنه قال لعروة بن رديم :اذكر لي رجلين م صالحي أهل بيسان ، فبلغني ان الله أختصهم برجلين من الأبدال ، لاينقص منهم رجل الا أن أبدل الله مكانه رجلاً . لاتذكره لي متماوتاً ولاطعاناً على الأمة ، فانه لايكون منهم الأبدال"

طبريا


 
بناها " هيرودوس انتيباس" عام 20 م – وقيل سنة 26 م – ويظن انه بناها على موقع " رقة " الكنعانية التي لم يبق منها حينئذ سوى قبورها وبنى فيها " انتيباس" هياكل وحمامات ومديانا وابنية اخرى ضخمة وجلب اليها في قناة طولها 9 اميال .
لم تذكر مدينة طبرية الا مرةواحدة في الانجيل ومع انها كانت مدينة ذات شان في ايام المسيح فلا يقال انه زاراها.
وبعد ان احرق " تيطس " القدس سنة 70 م وحرم على اليهود سكناها سمح لها بالاقامة في طبرية فاستقر فيها احبارهم وعلماء دينهم حتى اصبحت مركزا شهير للتعليم الديني وفي طبرية جمعت " المنشنه" وقسم كبير من " الجمارة " : القسمان اللذان يتالف منهما التلمود " .
 
طبرية بيد العرب المسلمين
استولى شرحبيل بن حسنة على طبرية وغيرها من النواحي المجاورة سنة 13 هـ : 634 م .
وكان طبربة بعد الفتح الاسلامي عاصمة لـ (جند الاردن ) الذي كان يضرب المثل بجنانه فيقال جنان كجنان الاردن ومن مدن ( الجند ) المذكور قدس وصور وعكا واللجون كابل وبيسان ودرعا وغيرها .
ومن القبائل العربية التي نزل طبرية قوم من " الاشعرين وكانوا الغالبين فيها وبنوا الاشعر بطن من كهلان من القحطانية وسمي " الاشعر" لان امه ولدته وهو اشعر وينسب اليهم " ابو موسى الاشعري" الصحابي المعروف.
ومن الاشعريين الذي ينسبون الى طبرية : (1) عبد الله بن يسار فقد كان كاتبا ووزيرا لبني امية وقد مر ذكره في ج1 ق1 من هذا الكتاب (2) ولده معاوية (3) الحسن بن علي الشعراني مما سناتي  على ذكرهما بعد قليل .
كما نزل طبرية جماعة من " لحم " ومنهم ظهر " سليمان بن احمد اللخمي " الاتي ذكر وفخذ من قبيلة جذام كانت قد انتشرت ايضا حتى " اللجون " و " اليامون " والى ناحية عكا وغيرهم من القبائل العربية .
 
* * *
ومما هو جدير بالذكر ان العرب في الجاهلية كانوا يتعاملون مع الرومان في معظم تجاراتهم بالدراهم الطبرانية العتق التي كانت تضرب في مدينة طبرية وكانت زنة الدرهم الطبراني ثمانية دوانيق وقيل اربعة  دوانيق.
وفي مطلع استيلاء المسلمين على طبرية ضرب خالد بن الوليد في السنة الخامسة عشرة للهجرة فيها الدراهم الاسلامية فكانت على رسم الدراهم ارومية تماما وعلى احد وجهين اسم " خالد " بالاحرف اليونانية . وفي عام ثلاثين للهجرة ارسل الخليفة " عثمان بن عفان" الى  طبرية مصحفا منقولا عن " مصفف عثمان " ليكون الاعتماد عليه كما ارسل مثله الى دمشق  والى الامصار في الاقطار الاسلامية .
وفي سنة 492 هـ نقل الاتابك ( طغتكين) المار ذكر المصحف المذكور من طبرية خوفا عليه الى دمشق. 
 
طبرية في نظر الرحالة الذين زاروها قبل حروب الفرنجة
تقع طبرية على طريق القوافل التجارية السائرة بي دمشق ومصر لسهولة طريقا والمنازل الواقعة على الطريق المذكور هي : دمشق – الكسوة – جاسم– فيق ـ  طبرية – اللجون – قلنسوة – الرملة – ازدود ( اسدود) – غزة – رفح –سيناء ثم مصر.
وهناك طريق تصل دمشق بمصر مارة بطبرية وهي : دمشق – بعلبك – عين الجر– الفرعون – العبيون – كفر ليلى – طبرية  ومنها تفترق الطريق الى الرملة فرقتين : من طبرية الى اللجون والطريق الاخر الى بيسان ثم منها الى اللجون فوادي  عار – قلنسوة – الرملة – غزة  رفح – سيناء ومصر.
وقد وصف المؤرخون والرحالة طبرية بانها قصبة الاردن ومدينته الكبرى : وانها موضوعة بين الجبل والبحيرة طولها نحو فرسخ قليلة العرض وذكروا  مياهها الحارة فقال الاصطخري المتوفى عام 346 هـ : 957 م في هذا الصدد : " وبها عيون جارية حارة ومستنبطها نحو فرسخين من المدينة فاذا انتهى الماء الى المدينة على ما دخله الفتور لطول السير اذا طرحت فيه الجلود تمغطت لحره لايمكن اتسعماله الا بالمزج ويعم هذا لماء حماماتهم وحياضهم ".
ومن طريق ما ذكره ناصر خسرو ان " لطبرية مبان كثيرة في وسط البحر فان قاعه صخري وقد شيدت هناك مناظر على رؤوس اعمدة رخامية اساسها في الماء" .
واشتهرت مدينة طبرية بتجارة شقاق المطارح والكاغد والبز وفي صناعة الحصر ومنه ر الصلاة وتشتري الواحدة بخمسة جنيهات مغربية واهل طبرية شيعة.
وللمقدسي الذي عاش في القرن الرابع الهجري _ العاشر الميلادي – وصف شامل لطبرية  فقال : (طبرية بلد وادي كنعان … ضيقة كربة في الصيف مؤذية سوقها من الدرب الى الدرب والمقابر على الجبل بها ثماني حمامات بلا وقيد ومياض عدة حارة المياه والجامع في السوق في كبير سن قد فرش ارضه بالحصى على اساطين حجارة موصولة .
ويقال ان اهل طبرية شهرية يرقصون وشهرين يقمقمون وشهرين يقاقفون وشهرين عراة وشهرين يزمرون وشهرين يخوضون يعني يرقصون من كثرة البراغيث ويلوكون ويطردون الزنابير عن اللحم والفواكه بالمذاب وعراة من شدة الوحل ويمصون قصب السكر ويخوضون الوحل ).
وبعد زيارة المقدسي لطبرية بقرن مر بها ناصر خسرو  ويسجل مشاهداته فيها في كتاب المسمى " سفر نامة " أي قصة الغر بقوله :
(ولطبرية سور حصين يبدا من شاطىء البحر ويمتد حول المدينة والطرف المحدود في البحر لا حائط له وفي بحر طبرية سمك كثير ومسجد الجمعة في وسط المدينة وعند بابه عين ماء بني عند راسها حمام ماؤه ساخن فلا يستطيع مستحم ان يصبه على جسده من غيره ان يمزجه بماء بارد وقد دخلته وفي الجانب الغربي من مدينة طبرية مسجد اسمه " مسجد الياسمين" وهو مسجد جميل في وسطه ساحة كبيرة بها محاريب وحولا الياسمين الذي سمي به المسجد وتحت هذه الساحة قبور سبعين نبي قتلهم بنو اسرائيل).

مدينة يافا


مدينة عربية تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وتُعتبر نافذة فلسطين الرئيسة على البحر المتوسط. وإحدى بواباتها الهامة. وقد كانت تلعب دوراً كبيراً وهاماً في ربط فلسطين بالعالم الخارجي. من حيث وقوعها كمحطة رئيسية تتلاقى فيها بضائع الشرق والغرب. وجسراً للقوافل التجارية. ويُعد ميناء يافا هو ميناء فلسطين الأول من حيث القِدم والأهمية التجارية والإقتصادية. تقع يافا على البحر الأبيض المتوسط. إلى الجنوب من مصب نهر العوجا. على بُعد 7كم. وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بُعد 60كم. وكلمة يافا هي تحريف لكلمة (يافي) الكنعانية. وتعني جميلة. أطلق اليونانيون عليها اسم (جوبي). وذكرها الفرنجة باسم (جافا). يُشكل تاريخ يافا تصويراً حيّاً لتاريخ فلسطين عبر العصور. فتاريخها يمتد إلى (4000 ق.م). بناها الكنعانيون. وكانت مملكة بحد ذاتها. وغزاها الفراعنة. والآشوريون. والبابليون. والفرس. واليونان. والرومان. ثم فتحها القائد الإسلامي عمرو بن العاص. وخضعت لكل الممالك الإسلامية. إلى أن احتلها الأتراك. ثم الانتداب البريطاني. وبعده نكبة 1948 واحتلال الصهاينة لها وتشريد غالبية سكانها. بلغت مساحة يافا حوالي 17510 دونمات. وقُدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (47709) نسمة. وفي عام 1945 حوالي (66310) نسمة. وفي عام 1947(72000) نسمة. وضمت سبعة أحياء رئيسية هي : البلدة القديمة. حي المنشية. حي العجمي. حي ارشيد. حي النزهة. حي الجبلية. وهي هريش (اهريش). احتلت مدينة يافا مركزاً هاماً في التجارة الداخلية والخارجية بفضل وجود ميناؤها. كما قامت بها عدة صناعات أهمها: صناعة البلاط. والأسمنت. والسجائر. والورق والزجاج. وسكب الحديد. والملابس والنسيج. وكانت أيضاً مركزاً متقدماً في صيد الأسماك. وكانت مدينة يافا مركزاً للنشاط الثقافي والأدبي في فلسطين. حيث صدرت فيها معظم الصحف والمجلات الفلسطينية. وبلغت مدارس يافا قبل 1948 (47) مدرسة منها (17) للبنين. و(11) للبنات. و(19) مختلطة. وكان فيها أيضاً ستة أسواق رئيسية متنوعة وعامرة. وكان بها أربعة مستشفيات. وحوالي12 جامعاً عدا الجوامع المقامة في السكنات. وبها عشرة كنائس وثلاث أديرة. لعبت مدينة يافا دوراً مميزاً وريادياً في الحركة الوطنية ومقاومة المحتل البريطاني من جهة والصهاينة من جهة أخرى. فمنها انطلقت ثورة 1920 ومنها بدأ الإضراب التاريخي الذي عَمَّ البلاد كلها عام 1936. ودورها الفعّال في ثورة 1936. وقد شهدت يافا بعد قرار التقسيم معارك دامية بين المجاهدين وحامية يافا من جهة والصهاينة من جهة أخرى. وبعد سقوط المدينة واقتحامها من قبل الصهاينة في 15/5/1948 جمع الصهاينة أهالي يافا في حي العجمي. وأحاطوه بالأسلاك الشائكة. وجعلوا الخروج منه والدخول إليه بتصريح من الحكم الصهيوني. وقد بلغ عدد سكان يافا في 1948 حوالي (3651) نسمة. وفي عام 1965 أصبحوا حوالي (10000) نسمة. ويقدر عددهم حالياً أكثر من (20000) نسمة.

مدينة حيفا


حيفا من مدن ما قبل التاريخ، فقد عثر الباحثون على بقايا هياكل بشرية في أراضيها تعود بتاريخها إلى العصر الحجري. وكان العرب الكنعانيون هم أول من سكن مناطق حيفا وعمروها، وبنوا الكثير من مدنها وقراها. كلمة حيفا عربية، أصلها من (حفّ) بمعنى شاطئ، أو من (الحيفة) بمعنى الناحية ، وقد أطلق عليها عبر العصور المختلفة أسماء متعددة، ولكنها احتفظت باسمها العربي. وحيفا هي مركز القضاء، وتُعتبر ثالثة المدن الكبرى في فلسطين بعد القدس ويافا، وتقع على ساحل البحر المتوسط بالقرب من رأس خليج عكا الجنوبي، وساحلها ممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، على سفح جبل الكرمل. بلغت مساحة مدينة حيفا عام 1945 حوالي (54305) دونمات. وقُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (24634) نسمة. وفي عام 1945 حوالي (138300) نسمة. وفي عام 1948 انخفض ليصل إلى (88893) نسمة. وفي عام 1970 بلغ حوالي (1700) نسمة. وقد ساهم موقع حيفا الجغرافي في نموها العمراني والتجاري والسياحي، ومما زاد من أهمية المدينة وجود خط سكة حديد الحجاز الذي امتد عام 1905، وأيضاً خط سكة حديد حيفا - القاهرة، ثم ميناؤها الذي أنشأه العثمانيون عام 1908، الذي أُعتبر في عام 1947 من أكبر موانئ شرقي البحر المتوسط بعد الإسكندرية. وتُعد حيفا كذلك النقطة البحرية التي ينتهي إليها خط أنابيب بترول العراق، بالإضافة لبناء مصفاة البترول التابعة لشركة التكرير المتحدة في حيفا عام 1933 كل هذه العوامل ساعدت على توسيع تجارة حيفا وصناعتها وازدهارها، ومن الصناعات العديدة التي قامت في المدينة صناعة الاسمنت، والسجائر، والمغازل، والأنسجة. وقد كانت حيفا مركزاً نشطاً للحركة الثقافية والسياسية، وللحركة العمالية التقدمية، وعلى أرضها قامت المنظمة السرية الثورية التي أسسها الشيخ عز الدين القسام. كما كان يصدر في حيفا في الفترة ما بين 1908-1946 حوالي 19 صحيفة ومجلة، كما انتشرت فيها المطابع والجمعيات والنوادي والفرق المسرحية. وفي أواخر عهد الإنتداب كان في حيفا حوالي20 مدرسة ما بين إسلامية ومسيحية. وضمت حيفا العديد من المواقع والمناطق الأثرية التي تحتوي على آثار من العهود الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية، مثل : مدرسة الأنبياء، وكنيسة مارالياس المنحوتة في الصخر، وقرية رشمية وفيها قلعة بناها الفرنجة، وخربة تل السمك وتضم فسيفساء ومنحوتات صخرية رومانية، ومقام عباس وفيه معبد للمذهب البهائي، وعلى سفح جبل الكرمل تقع كنيسة مريم العذراء. في الفترة ما بين 21-23 ابريل عام 1948 سقطت مدينة حيفا في أيدي المنظمات الصهيونية المسلحة بعد معارك دامية خاضها المجاهدون الثوار دفاعاً عن حيفا وقراها، وقد ارتكب الصهاينة بعد احتلالهم للمدينة مذابح تقشعر لها الأبدان، فقتلوا ونهبوا ما وجدوه في منازل العرب من مال ومتاع، وراحوا يلقون بجثث القتلى أمام الأشخاص الذين اختاروا البقاء في منازلهم ليخافوا ويتركوا منازلهم، كما حولوا المساجد إلى اصطبلات ووضعوا فيها الدواب. وزخر بحر حيفا بمئات السفن الصغيرة والقوارب، تقل أغلب السكان متوجهين إلى المنفى، وهاجر من حيفا عام 1948 حوالي 75 ألف عربي. 

قضاء عكا



يحده من الشمال لبنان ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق قضاءا صفد وطبرية ومن الجنوب قضاء الناصرة.
وفي العهد العثماني كان قضاء عكا يضم في عام 1317هـ: 1899م ثلاث نواح و58 قرية توزع كما يلي:
قرى ناحية الساحل: 18.
قرى ناحية الشاغور: 15.
قرى ناحية شفا عمرو: 25
المجموع: 58[1][1].
وفي عام 1324هـ: 1906م فصلت عشر قرى عن ناحية شفا عمرو وأُلحقت بقضاء الناصرة وبذلك أصبح عدد قرى قضاء عكا 48 قرية[2][2]. ولما زار مؤلفا (ولاية بيروت) عكا، في الحرب العالمية الأولى، قالا: ان قضاء عكا يضم 60 قرية[3][3].
وفي العهد البريطاني اللعين كان هذا القضاء يتألف في عام 1945م من مدينة عكا و52 قرية و8 عشائر و9 مستعمرات يهودية.
 
والقرى هي:
أبو سنان، عمقا، عرابة، ألبصة، بيت جن، عين الأسد، البعنة، ألبروة، البُقيعة، الدامون، دير الأسد، دير حنا، فسوطة، ودير القاسي، المنصورة، ألغابسية، الشيخ داود، الشيخ دنون، إقرت، جت، جديدة، جولس، كابول، كفر عنان، كفر سميع، كفر ياسيف، كسرى، كويكات، مجد الكروم، ألمكر، ألمنشية، المزرعة، معار، معليا، نحف النهر، الرامة  الرويس، سجور، سخنين، شعب، سحمانا، السومرية، تمرة، تربيخا، ترشيحا، الكابري، ام الفرج، يانوح، الزبيب والمنوات، يركا.
ومما هو جدير بالذكر ان قرى «تربيخا» و«إقرت» و«المنصورة» لبنانية أُلحقت بفلسطين عام 1923م.
والعشائر هي; العرامشة والقليطات والحجيرات والمريسات والسمنية والسواعد والصويطات [4] وشتيت غيرهم.
وأما المستعمرات اليهودية فسنفرد لها بحثاً خاصاً.
 
مساحة القضاء:
بلغت مساحة قضاء عكا في 1 ـ 4 ـ 1945 م 663ر799 كم2. منها 786ر2 كم2 للطرق والوديان والسكك الحديدية وما اليها. لليهود 997ر24 كم2 أي بنسبة 1ر3 بالمئة من مجموع مساحة القضاء.
وها هي مساحة الأراضي التي تملكها القرى العشر الأولى[4][5] من قضاء عكا بالدونمات، حسب احصاءات 1 ـ 4 ـ 1945:
(1) سخنين، لها أراض مساحتها: 192ر70
(2) ترشيحا والكابري لهما أراض مساحتها: 428ر47
(3) بيت جن وعين الأسد لهما أراض مساحتهما: 550ر43
(4) فسوطة ودير القاسي والمنصورة، لها أراض مساحتهما: 011ر34
(5) يركا لها أراض مساحتها: 452ر32
(6) عرابة لها أراض مساحتها: 966ر30
(7) تمرة لها أراض مساحتها: 559ر30
(8) البصة لها أراض مساحتها: 535ر29
(9) معليا لها أراض مساحتها: 084ر29
(10) إقرت لها أراض مساحتها: 722ر24
وها هي القرى العشر في كبرها: إحصاءات 1 ـ 4 ـ 1945
(1) ترشيحا والكابري مساحتهما: 252 دونماً
(2) فسوطة ودير القاسي والمنصورة، مساحتها: 247 دونماً
(3) شعب، ومساحتها: 231 دونماً
(4) تمرة، ومساحتها: 206 دونمات
(5) سخنين، ومساحتها: 196 دونماً
(6) عرابة، ومساحتها: 140 دونماً
(7) يركا، ومساحتها: 140 دونماً
(8) سُحماتا، ومساحتها: 135 دونماً
(9) البصة، ومساحتها: 132 دونماً
(10) معليا، ومساحتها: 123 دونماً
وأصغر قرى القضاء العشر هي:
(1) سجور، ومساحتها: 7 دونمات
(2) ام الفرج، ومساحتها: 15 دونماً
(3) الرُّويس، ومساحتها: 15 دونماً
(4) كفر عنان، ومساحتها: 21 دونماً
(5) كُويكات، ومساحتها: 26 دونماً
(6) المكر، ومساحتها: 26 دونماً
(7) المنشية، ومساحتها: 27 دونماً
(8) السومرية، ومساحتها: 28 دونماً
(9) جت، ومساحتها: 29 دونماً
(10) عمقا، ومساحتها: 36 دونماً
 
سكان القضاء:
أولاً:
في العهد العثماني:
(1) بلغ عدد سكان قضاء عكا في عام 1322هـ: 1904م 593ر31 نسمة، يوزعون كما يلي:
 
 
ذكور
أناث
المجموع
مسلمون
12185
12319
24504
اورثوذوكس
1652
1499
3151
موارنة
41
42
7
كاثوليك
1788
1532
3320
بروتستانت
127
81
208
لاتين
105
104
209
يهود
50
68
118
المجموع
15948
15645
31593 [5][6]
 
 (2) بلغ عدد سكان قضاء عكا في عامي: 1325 مالية عثمانية الموافق 1909 و1331 مالية عثمانية، الموافق 1915م كما يلي:
 
 
عام 1909
1915
مسلمون
28256
32241
اورثوذوكس
3648
4000
كاثوليك
4097
4376
بروتستانت
373
334
لاتين
212
271
يهود
130
105
أرمن
4
4
المجموع
36820
41322[6][7]
 
ثانياً:
في العهد البريطاني البغيض الذكر:
(1) بلغ عدد ساكني قضاء عكا عام 1922م 535ر35 نسمة منهم:
مسلمون: 24925
مسيحيون: 6194
دروز: 4014
شيعة: 153
بهائيون: 105
يهود: 144
المجموع: 35535
(2) وفي عام 1931م بلغوا 142ر45 نسمة يوزعون كما يلي:
 
 
ذكور
اناث
المجموع
مسلمون
16582
15323
31905
مسيحيون
3809
3863
7672
دروز
2575
2596
5171
بهائيون
49
49
98
يهود
162
134
296
المجموع
23177
21965
45142
 
(3) وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 330ر68 شخصاً يوزعون كما يلي:
47290: مسلمون
11150: مسيحيون
6940: آخرون (دروز وبهائيون)
2950: يهود، أي بنسبة 3ر4 بالمئة من مجموع السكان
68330: المجموع
وها هي القرى العشر الأولى بكثرة سكانها: احصاءت 1945.
ترشيحا وبها: 3830
البصة وبها: 2950 يتعادل هؤلاء السكان مع جميع اليهود المقيمين في قضاء عكا
سخنين وفيها: 2600
الزيت والموات وفيهما: 1910
تمرة وفيها: 1830
عرابة وفيها: 1800
شعب وفيها: 1740
الرامة وفيها: 1690
بيت جن وفيها: 1520
البروة وفيها: 1460.
وأقل قراه العشر سكانها هي:
عين الأسد وفيها: 120 نسمة
جت وفيها: 200 نسمة
جديد وفيها: 280 نسمة
كفر سُميع وفيها: 300 نسمة
الرويس وفيها: 330 نسمة
سجور وفيها: 350 نسمة
كفر عنان وفيها: 360 نسمة
يانوح وفيها: 410 نسمات
المزرعة وفيها: 430 نسمة
كسرا وفيها: 480 نسمة