بفتح اوله وثالثه وسكون ثانيه ونون في اخره .
بلدة من أقدم مدن فلسطين تعود بتاريخها الى ما قبل العصور
التاريخية ، الى اكثر من 6000 سنة . وفي العهد الكنعاني دعيت
باسم " بيت شان " . بمعنى " بيت الاله شان " أو " بيت السكون "
وعنهم أخذ اليهود هذه التسمية .
كان لـ " بيسان " أهمية تجارية وعسكرية لوقوعها
على الطريق العام الذي يصلها ببشرقي الأردن وحوران ودمشق من
جهة ومدن فلسطين الساحلية فمصر من جهة أخرى ، كما كان لا أهمية
زراعية لوجودها في غور مخصب ينمو في النخيل والقطن والحبوب
وغيرها .
وفي العصر المصري لفلسطين انتشرت اللغة المصرية
القديمة في بيسان أكثر من انتشارها في أي مكان اخر في فلسطين .
وما زالت اثار المصريين القدماء في خرائب بيسان ظاهرة للعيان .
عجز يوشع ، القائد اليهودي ، عن ضم هذه المدينة
الى بني قومه ، كما وانها لم تصبح في أي يوم من الأيام مدينة
يهودية . وعلى أسوارها سمر الفلسطينيون جسد " طالوت ـ شاول "
وأولاده على اثر مقتلهم في معركة جلبوع في نحو عام 1004 ق . م
.
ويظهر ان السكيثيين ، الذين انتشروا في بلادنا
في القرن الرابع قيل الميلاد وبعده استقروا في بيسان حتى دعيت
، فيما بعد ، باسم " سكيثوبولس ـ
ScythopIis"
.
وفي العهد اليوناني كانت " سكيثوبوليس " من أهم
المدن الفلسطينية التي بثت منها المدنية اليونانية .
وعلى الأرجح انها كانت في العهد الروماني رئيس
المدن العشر ، ديكا بوليس ، وفي اشتهرت بيسان بخمورا ونسج
الكتان . وكانت في عهد الأمبراطورية الرومانية الشرقية عاصمة
لمقاطعة " فلسطين الثانية " التي شملت الجليل وام قيس وقلعة
الحصن وطبرية .
فتح العرب المسلمين لـ " بيسان "[2
قال صاحب " فتوح البلدان "عن فتح شمال فلسطين ( جند الأردن )
ما يأتي : " فتح شرحبي بن حسنة طبرية صلحاً بعد حصار أيام ،
على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم
ومنازلهم ، الا ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين
موضعاً ، ثم انهم نقضوا في خلافة عمر ، واجتمع اليهم قوم من
الروم غيرهم ، فأمر عبيدة عمرو بن العاص بغزوهم فسار اليهم في
أربعة الاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل ، ويقال بل فتحها شرحبيل
ثانية ، وفتح شرحبيل جمع مدنة الأردن وحصونها على هذا الصلح
فتحاً يسيراً بغير قتال . ففتح بيسان وفتح سوسية وفتح أفيق
وجرش وبيت راس وقدس والجولان وعلى سواد الأردن وجميع أرضها " .
وقد ذكر الطبري الحوادث المار ذكرا بين حوادث عام 13 هـ (634
م) .
وفي (3 : 443) قال : انه لما فرغ شرحيبل من وقعة فحل نهد في
الناس ومعه عمرو بن العاص والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو يريد
بيسان . فحاصرها أياماً وقاتل أهلها فأنام من خرج اليه وصالح
بقية أهلها .
* * *
اتخذ الفقيه " رجاء بن حبوة بن جرول الكندي ابو المقدام "
بيسان مقاماً له . روى رحمه الله عن معاوية وطبقته قال مسلمة
الأمير الأموي : برجاء وأمثاله ننصر . وصف رجاء بن حبوة بأنه :
كان شريفاً نبيلاً كامل السؤدد ، كان ثقة فاضلاً كثير الحديث
وكان سيد أهل زمانه .
الأمير في كندة رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي ، وعدي بن عدي ، ان
الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم الأعداء
.
أشرف رجاء ، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان ، على بناية
الحرم القدسي ، وكان يساعده في ذلك " يزيد بن سلام " من أهل
بيت المقدس ، ولما تم البناء على الوجه الأكمل ، استشارا
الخليفة فيما يجب عمل بالمائة الف دينار التي بقيت من الأموال
المخصصة لاقامة الحرم ، ولما اجابهما عبد الملك بأن يتقاسما
المبلغ لهما على حسن تدبيرهما ، بعثا اليه يقولان : ( نحن أولى
أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا . فاصرفها في أحب
الأشياء اليك . فكتب اليهما تسبك وتفرغ على القبة . فسكبت
وافرغت عليها ).
وكان رجاء عظيماً عند بني امية لا سيما عند عمر بن عبد العزيز
، كان اذا قدمت لعمر بن عبد العزيز حلل[9
يعزل منها حلة : ويقول " هذ الخليلي رجاء بن حيوة " .
ولما مرض " سليمان بن عبد الملك " مرض الموت في " دابق " دخل
عليه رجاء واستعرض معه أسماء المرشحين للخلافة . قال سليمان :
كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال رجاء : أعلمه والله خيراً ،
فاضلاً مسلماً فقال سليمان هو والله على ذلك . واستخلف عمر .
توفي رجاء في عام 112 هـ : 730 م وقد شاخ .
* * *
وممن ذكر بيسان في القرون الأربعة الأولى لدخولها في الحكم
العربي الاسلامي من جغرافي العرب :
(1)
ابن خرداذبه ، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله المتوفى في
نحو 280 هـ : 893 م . بأنها " كورة من كور الأردن "وأنها
" على الطريق المؤدية من دمشق الى الرملة ، تقع ين طبرية
واللجون ".
(2)
المقدسي ، المتوفى في نحو عام 380 هـ : 990 م بقوله : " بيسان
على النهر ، كثيرة النخيل ، وأرزاز فلسطين والاردن مها . غزيرة
المياه ، رحبة ، الا ان ماءها ثقيل".
(3) ووصفها
الوزي الفقيه أبي عبيد بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى
سنة 487 هـ : 1094 م ما يأتي : "بيسان بفتح أوله وبالسين
المهملة ، موضعان ، احدهما بالشام ، تنسب اليها الخمر الطيبة ،
قال الأخطل :
وجاءوا بيسانية هي بعدما يعل بها الساقي واسهل والثاني
بالحجاز.
روي عن رجاء بن حبوة أنه قال لعروة بن رديم :اذكر لي رجلين م
صالحي أهل بيسان ، فبلغني ان الله أختصهم برجلين من الأبدال ،
لاينقص منهم رجل الا أن أبدل الله مكانه رجلاً . لاتذكره لي
متماوتاً ولاطعاناً على الأمة ، فانه لايكون منهم الأبدال"