الموقع الجغرافي
تقع فلسطين في غربي القارة الأسيوية بين خط طول 15-34ْ و40- 35ْ شرقاً ، وبين دائرتي عرض 30-29ْ و 15 -33ْ شمالاً .
وهي تشكل الشطر الجنوبي الغربي من وحدة جغرافية كبرى في المشرق العربي ، هي بلاد الشام ، التي تضم - فضلا عن فلسطين -كلا من لبنان وسورية والاردن ، وومن ثم كانت حدودها مشتركة مع تلك الاقطار، فضلاً عن حدودها مع مصر.
وتبدأ حدود فلسطين مع لبنان من رأس الناقورة على البحر المتوسط وتتجه بخط مستقيم شرقاً حتى ما وراء بلدة بنت جبيل اللبنانية عندما ينعطف الحد الفاصل بين القطرين شمالاً بزاوية تكاد تكون قائمة، ليطوق منابع نهر الأردن ، فيضمها إلى فلسطين في ممر أرضي ضيق، تحده من الشرق الأراضي السورية وبحيرات الحولة ولوط وطبرية.
ومن جنوب بحيرة طبرية تبدأ الحدود مع الاردن عند مصب نهر اليرموك، لتساير بعد ذلك مجرى نهر الأردن، ومن مصبه تتجه الحدود جنوباً عبر المنتصف الهندسي للبحر الميت فوادي عربة حتى رأس خليج العقبة.
أما الحدود مع مصر فهي ترسم خطاً يكاد يكون مستقيماً يفصل بين شبه جزيرة سيناء وأراضي صحراء النقب، ويبدأ خط الحدود من رفح على البحر المتوسط إلى طابا على خليج العقبة.
وفي الغرب تطل فلسطين على المياه الدولية المفتوحة للبحر المتوسط، مسافة تربو على 250 كليومتر فيما بين رأس الناقورة في الشمال ورفح في الجنوب .
وفلسطين بحكم موقعها المتوسط بين أقطار عربية تشكل مزيجاً من عناصر الجغرافيا الطبيعية والبشرية لمجال أرض أرحب يضم بين جناحيه طابع البداوة الأصيل في الجنوب ، وأسلوب الاستقرار العريق في الشمال ، وتتميز الارض الفلسطينية بأنها كانت جزءاً من الوطن الاصلي للإنسان الاول ، ومهبطاً للديانات السماوية ، ومكاناً لنشوء الحضارات القديمة ، ومعبراً للحركات التجارية، والغزوات العسكرية عبر العصور التاريخية المختلفة، وقد أتاح لها موقعها المركزي بالنسبة للعالم أن تكون عامل وصل بين قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوربا، فهي رقعة يسهل الانتشار منها إلى ما حولها من مناطق مجاورة ، لذا اصبحت جسر عبور للجماعات البشرية منذ القدم ، وهي رقعة تتمتع بموقع بؤري يجذب اليه - لأهميته - كل من يرغب في الاستقرار والعيش الرغيد. وكان هذا الموقع محط أنظار الطامعين للسيطرة عليه والاستفادة من مزاياه .
ولموقع فلسطين أهمية كبيرة على الصعيدين السلمي والحربي، ففي العصور القديمة كانت فلسطين تمثل احدى الطرق التجارية الهامة التي تربط بين مواطن الحضارات في وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية من جهة، ومواطن الحضارات في بلاد الشام الشمالية وفي العراق من جهة ثانية، وكانت فلسطين مسرحاً لمرور القوافل التجارية قبل الاسلام وبعده، حيث تسير إليها القوافل العربية صيفاً قادمة من الجزيرة العربية كجزء من رحلة الشتاء و الصيف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم .
كما كانت معبراً لمرور هجرات القبائل العربية التي قدمت من الجزيرة العربية في طريقها لبلاد الشام أو شمالي أفريقيا، واستقر بعضها في فلسطين بينما استقر بعضها الآخر في المناطق المجاورة .
وازدادت اهمية الموقع التجاري لفلسطين في عهد المماليك عندما كانت البلاد ممراً للقوافل التجارية التي تنقل البضائع المتجهة من الشرق الاقصى لاوروبا وبالعكس. وكانت السفن التجارية تصل إلى عدن وتفرغ حمولتها لتنقل براً بواسطة القوافل عبر اليمن والحجاز الي المواني الفلسطيني على البحر المتوسط حيث تنتظر السفن الراسية تمهيداً لشحنها بسلع متنوعة كالحرير والعطور والتوابل والمجوهرات وغيرها، ومن ثم نقلها إلى الموانئ الاوروبية .
ولا زالت فلسطين تحتفظ بأهمية موقعها التجاري لأنها تمثل حلقة وصل بين بيئتي المداريات والموسميات في جنوبي أسيا والشرق الادنى من جهة ، وبين بيئتي البحر المتوسط وأوروبا الوسطى والغربية من جهة اخرى . ولا شك ان الحركة التجارية تزدهر بين البيئات المتفاوتة في إنتاجها، وجاءت فلسطين بموقعها لتربط بين حضارة الشرق الزراعية وحضارة الغرب الصناعية، وبذلك أصبحت طريقاً هاماً لمرور حركة التجارة العالمية والمسافرين على كافة طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية .
ومن جهة ثانية فإن الموانئ الفلسطينية ظلت حتى عام 1948 تقدم خدمات تجارية لظهيرها الشرقي في جنوبي سورية ومملكة الاردن، وكانت تجارة الاردن الخارجية تعتمد اعتماداً كبيراً على هذه الموانئ ، غير أن التوجيه الجغرافي لهذه التجارة تغير بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، وأصبحح يتجه شمالاً نحو الموانئ اللبنانية والسورية وجنوباً نحو ميناء العقبة. كذلك كان النفط العراقي يتدفق في أنابيب من حقل كركوك بشمال العراق إلى مصفاة حيفا ليتم تكريره فيها، ومن ثم يصدر إلى الخارج. الا أنه توقف ضخ النفط العراقي إلى حيفا بعد عام 1948 .
وإذا استثنينا ميناء غزة الذي اقتصرت خدماته على ظهيره المحدود في قطاع غزة، فإن بقية الموانئ الفلسطينية سواء أكانت على البحر المتوسط كحيفا ويافا وأسدود وعكا وعسقلان، أو على خليج العقبة كإيلات، تقدم حتى اليوم خدمات كبيرة للكيان الصهيوني، حيث يأخذ التوجيه الجغرافي لتجارة فلسطين مساره عبر موانئ البحر المتوسط إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وعبر ميناء أيلات إلى جنوبي أسيا والشرق الاقصى وشرقي افريقيا .
أما المظهر العسكري للموقع الجغرافي فيتمثل في تعرض فلسطين للعدوان متمثلاً في مرور الغزوات الحربية عبر اراضيها نحو البلدان المجاورة ، أو بغرض الاستيلاء على هذه الاراضي للسيطرة على فلسطين. وقد تكالبت عليها أمم شتى كالبابليين والأشوريين والحثيين والفرس واليونان والرومان، ثم جاء الفتح العربي الاسلامي ليضمها إلى ديار الاسلام ، فاصبحت جزءاً هاماً من ديار الاسلام.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تعرضت فلسطين لحملة نابليون بونابرت التي استهدفت السيطرة على بلاد الشام، ولكن آمال بونابرت تحطمت على أسوار عكا عندما فشل في احتلال عكا بفضل مقاومة أهالي فلسطين بقيادة والي عكا أحمد الجزار.
وفي القرن الحالي تعرضت فلسطين لعدوان بريطاني خلال الحرب العالمية الاولى ، ادى إلى طرد العثمانيين من البلاد، واحتلالها تحت اسم الانتداب البريطاني على فلسطين، واستفادت بريطانيا ودول الحلفاء من موقع فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية، وقبل أن تنهي بريطانيا انتدابها على فلسطين بالرحيل عنها في 25 أيار / مايو 1948 ، كانت قد مهدت السبيل لإقامة كيان صهيوني في فلسطين يكون قاعدة للدول الغربية في المنطقة وإسفينا لشرخ جسم الأمة العربية وفصل مشرقها عن مغربها، ولا يزال الكيان الصهيوني منذ عام 1948وحتى اليوم يقبع فوق ارضنا العربية، وينعم بمواردها ، ويستفيد من أهمية موقعها الجغرافي في تنفيذ مخططاته العدوانية والتوسعية
الحدود والمساحة
تم رسم الحدود بين مصر وفلسطين عام 1906 ، بينما جرى تعيين حدود لفصل فلسطين عن سورية ولبنان في أواخر عام 1920 بموجب اتفاقية فرنسية - بريطانية، وقد وافقت عصبة الامم على ما جاء في المذكرة البريطانية الايضاحية بشأن تعيين الحد الشرقي بين فلسطين وشرق الاردن في 23/9/1922 . وقد اجرت بريطانيا وفرنسا تعديلات علي حدود فلسطين مع كل من سورية ولبنان في عام 1922 /23، ادخلت بموجبها بعض الاراضي السورية وكذلك بعض القرى اللبنانية داخل الحدو الفلسطينية .
تبلغ مساحة فلسطين الانتداب البريطاني كم2، ويبلغ مجموع أطوال حدودها البرية والبحرية 949 كم، منها 719 من حدود برية و230 من حدود بحيرة. وتشغل الحدود الاردنية الفلسطنيةي اطول حدود فلسطين البرية ، إذ يصل طولها إلى 360 كم، بينما يصل طول الحدود مع مصر 210كم، ومع لبنان 79، ومع سورية 70كم، أما سواحل فلسطين المطلة على البحر المتوسط فيبلغ طولها 224كم، بينما يبلغ طول سواحلها المطلة على خليج العقبة 6 كم .
إذا امعنا النظر في خريطة لفلسطين يسترعى أنتباهنا شكلها المستطيل الذي يمد طوله من الشمال قرب بانياس على الحدود السورية إلى خليج العقبة نحو 450 كم. أما العرض فلا يكاد يتجاوز 180 كم في اوسع جزء ، وأقل من هذا بكثير في معظم العروض. ولا يبدو هذا الشكل الطولي مفضلاً لانه يبعد عن الكل الدائري او المربع وبالتالي يجعل فلسطين اقرب إلى الانسياح منها إلى الاندماج . وحدود فلسطين تجعلها بلاداً برية بحرية وان كان يغلب عليها الطابع البري. وتعد هذه الحدود طويلة بالنسبة لمساحة البلاد ، فكل 5،37كم2 من فلسطين الانتداب تقابل كيلومتر واحد طولي من حدودها وهذه نسبة كبيرة في الواقع، وتدل على ضعف هذه الحدود من الناحية العسكرية مقارنة بغيرها .
تبدأ الحدود الشمالية لفلسطين على البحر المتوسط عند رأس الناقورة في الغرب، وتجري في اتجاه مستقيم تقريباً نحو الشرق لتنحرف فجأة نحو الشمال كانها شبه جزيرة او اسفين يمتد ما بين سورية شرقاً ولبنان غرباً إلى مسافة نحو 30 كم.وصممت هذه الحدود على اساس ارضاء شهوات الصهاينة . ففي الشمال طلب الصهاينة بأن يكون الحد الشمالي هو مجرى نهر الليطاني ، أي شمال الحدود الحالية بنحو 40 كم، وأن تكون منابع نهري بانياس والقاضي ( دان ) داخل حدود فلسطين . وقد لقي هذا الطلب الشاذ بعض المقاومة من سلطة الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان . وأصرت فرنسا على وقوع منابع بانياس داخل الاراضي السورية لضمان بقاء الطريق التي تربط بين جنوب غربي سورية نحو المال إلى الشرق من لبنان تعويضاً عن فقدان نهري الليطاني وبانياس . وكان هذا التمدد الشمالي على شكل اسفين يمتد إلى منطقة المنابع العليا لنهر الاردن، بحيث ضمت إلى فلسطين بعض الاراضي السورية القريبة من نهري بانياس والقاضي ( دان ) وبعض القرى اللبنانية القريبة من نهري الحاصباني والليطاني كان منها قرى المنصورة وصلحا وهوين وطربيخا .
واذا تتبعنا الحدود الشرقية من الشمال إلى الجنوب اتضح لنا انها تبدء من قرية بانياس السورية، ثم تتجه نحو الجنوب بحيث تترك نهر الاردن ومنابعه العليا كلها في فلسطين . وتسير بمحاذاة اقدام المرتفعات المطلة على سهل الحولة بحيث تترك هذا السهل داخل فلسطين . وتحف الحدود بالشواطئ الشمالية الشرقية لبحيرة طبرية على بعد عشرة امتار من شاطئ البحيرة حتى تصل إلى موضع مسفير عند منتصف الشاطئ الشرقي حين تأخذ في الابتعاد عنه حتى تصل إلى نهر اليرموك ، وتكون قد ابتعدت بنحو 3 كم او يزيد عن البحيرة ، ثم تتبع الحدود نهر اليرموك نفسه مجرى نهر الاردن إلى مصب في البحر الميت، ثم تمر من منتصفه وتسير في وادي عربة حتى تصل الي نقطة على رأس خليج العقبة .
أما خط الحدود بين فلسطين ومصر فقد تم تعيينه بموجب الاتفاقية المبرمة في أول تشرين الأول 1906 بين مندوبي الدولة العثمانية الخديوية المصرية . وكان هذا الخط آنذالك يمثل حداً ادارياً بين ولاية الحجاز ومتصرفية القدس من جهة ، وبين شبه جزيرة سيناء من جهة ثانية . وهو خط مستقيم في أغلب ، ويتمشى مع خط طول 34ْ شرقاً . ويسير في الطرف الشرقي لسيناء عبر قمم بعض التلال الصحراوية ليربط بين رفح على البحر المتوسط وطابا على خليج العقبة . واعترفت به بريطانيا كحد سياسي بين فلسطين الانتداب ومصر منذ أوائل الانتداب .
الاقاليم التضاريسية :
تمتاز فلسطين بوضوح أشكال سطح أرضها، وبساطة بنيتها الجيولوجية التي تتألف من طبقات من الصخور الغرانيتية والرملية والكلسية والطينية والطباشيرية والبازلتية تنتمي لمعظم العصور الجيولوجية منذ الزمن الجيولوجي الأول حتى الزمن الحديث.
أما أشكال سطح الأرض فإنها تتفاوت بين الاغوار المنخفضة عن سطح البحر، والسهول المنبسطة التي ترتفع قليلاً عن سطح البحر، والهضاب المتوسطة والعالية تتخللها بعض السلاسل الجبلية، وعلى الرغم من صغر مساحة فلسطين والتي تبلغ 000،27 كيلو متر مربع وبساطة تكوينها فإنها تتكون من الاقاليم التضاريسية التالية :
1- إقليم السهول الساحلية .
يمتد هذا الاقليم بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط ما بين رأس الناقورة شمالاً ورفح جنوباً ، وينحصر بين المرتفات الجبلية شرقاً والبحر المتوسط غرباً .
ويتكون إقليم السهول الساحلية من أراضي منبسطة قريبة من مستوى سطح البحر ورغم استواء السطح وانبساطه إلا أنه لا يخلو من وجود تموجات خفيفة تتمثل في بعض الكثبان الرملية والجروف الشاطئية وتلال الحجز الرملي الكلسي ، بالإضافة إلى الأودية التي تخترق الإقليم قادمة من المرتفعات الجبلية في طريقها للبحر المتوسط ، حيث أن الانحدار العام للأرض الاقليم يتجه من الشرق إلى الغرب .
ومما يسترعي الانتباه امتداد ساحل البحر في خط مستقيم تقريباً ، حيث يخلو خط الساحل من التعرجات والخلجان باستثناء خليج عكا الذي تكون نتيجة هبوط الأرض تحت تأثير الانكسارات، وبعض الرؤوس البارزة قليلاً من البحر كرأس الكرمل والناقورة ويافا.
وتتألف السهول الساحلية من ترسبات الرمال الشاطئية التي اختلطت مع ترسبات الطمي والحصى المنقولة من المرتفعات الجبلية بواسطة الاودية، لذا تكونت من هذه المواد الاصلية تربة البحر المتوسط الحمراء التي تنتشر في مساحات واسعة من الاقليم، وتتميز هذه التربة بأنها طفيلية خفيفة خصبة، تحتفظ بالرطوبة وتسهل تهويتها، لذا تجود فيها زراعة الحمضيات والعنب والزيتون والحبوب وغيرها، وبالاضافة إلى خصوبة التربة فإن المياة الجوفية تتوافر في السهول الساحلية كمياه الينابيع والآبار .
ورغم الاستواء النسبي لسطح هذا السهل ، فهو يرتفع وئيداً من مياه البحر المتوسط نحو الداخل، ليبدو كسهل مرتفع، تحف به قواعد مرتفعات وسط فلسطين من الشرق، حيث يعرف محلياً باسم سهل "سارونه"، وينفرد هذا القسم من أراضي فلسطين - فضلاً عن استوائه - بميزات جغرافية هامة، لعل أهمها مناخه البحري الذي يتصف بالاعتدال في حرارته، فهو من أدفأ مناطق فلسطين شتاء، وأدناها حرارة في فصل الصيف، فمعدلات الحرارة لا تتدنى دون 19ْ في شهر كانون الثاني/ديسمبر، بينما لا ترتفع أكثر من 26ْ كمعدل في شهر آب/ أغسطس، والأهم من ذلك عنصر الأمطار الشتوية الوفرية، حيث تتلقى منحدرات سفوح الكرمل من الشمال 800 مليمترا مكعباً سنوياً من مياه الأمطار مما يدخل النصف الشمال من هذا السهل ضمن المناخ الرطب، بيد أن معدلات الامطار تتضاءل كلما اتجهنا جنوباً بحيث لا تسقط علي رفح في المعدل أكثر من 150 مليمترا سنوياً .
أما سهل عكا الذي يبدأ من رأس الناقورة، فتربته سوداء صالحة لزراعة الخضار والفواكه والبرتقال ويبلغ عرضه عند عكا 12 كيلومترا وتملأ هذا السهل تلال، يدل كل منها على قرية كانت آهلة بالسكان الذين كانوا يفلحون أرض السهل وقد جرت مياه نهر الكابري على قناطر بنيت فوق المنخفضات منذ حكم الجزار، إلى أن تصل إلى عكا .
أما سهل فلسطين الساحلي " شارون " فهو يبدأ من الكرمل ويأخذ في الاتساع من 200 متر كلما سرنا جنوباً حتى يصل عرضه إلى 35 كيلومتراً عند يافا، وتربة الشارون نشأت من تفتت الصخور في مكانها ثم نقلتها العوامل الطبيعية، وهذه الصخور المفتتة تذوب أملاحها في الماء، فتكسب الأرض خصوبة، وتحت التربة الرسوبية صخور كلسية يحللها الماء بتأثير حامض الكربونيك، ولكثرة مادة الحديد في هذه التربة تظهر حمراء (سمقة) سهلة التفتت، تصلح لزراعة الحبوب والحمضيات .
2- اقليم المرتفعات الجبلية :
يتألف هذا الاقليم من هضاب وأقواس جبلية تحصر بينها بعض السهول الداخلية أحياناً، ويعد بمثابة العمود الفقري للأرض الفلسطينية، كما أنه يمتد من أقصى شمال البلاد إلى اقليم النقب في الجنوب.
ولا يتجاوز ارتفاع أرض الاقليم الالف متر بصفة عامة، وتنحدر الأرض تدريجياً نحو السهول الساحلية في الغرب، بينما يشتد انحدارها نحو الشرق لتطل على وادي الاردن بواسطة حوافها الجبلية وجروفها العالية، وقد حفرت الاودية بعمق في الهضاب الكلسية لتنحدر نحو البحر المتوسط غرباً ونهر الاردن شرقاً، ومعظم هذه الاودية جافة أو فصلية تفيض بالمياه بعد هطول الامطار مباشرة.
ويمكن تقسيم اقليم الية داخل مرتفعات الجبلية إلى وحدتين هما: كتلة الجليل والسلسلة الجبلية الوسطى.
أ- كتلة الجليل :
تعد كتلة الجليل الفلسطيني امتداداً لكتلة الجليل اللبناني التي تعرف ايضاً بكتلة جبل عامل، ويتدرج ارتفاع الأرض في الجليل تدرجاً سلمياً، حيث تصل الأرض إلى اقصى ارتفاع لها في الشمال بالجليل الاعلى وإلى أدنى ارتفاع لها في الجنوب بسهل مرج ابن عامر.
وتنحدر كتلة الجليل انحداراً شديداً نحو وادي الاردن الاعلى والاوسط شرقاً، بينما تنحدر ببطء نهو سهل عكا غرباً، وتقدر مساحة الجليل بنحو 2083 كم2.
ويمكن تقسيم الجليل إلى الأقسام الفرعية التالية :
1- يتألف الجليل الاعلى من هضبة جبلية مرتفعة، يبلغ طولها 40 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب، ويبلغ عرضها 25 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، وأعلى قممها الجبلية جبل الجرمق (1208م ) في شمال غربي صفد، وهو اعلى القمم الجبلية في فلسطين، ومن الجرمق تتفرع عدة أودية لجهة الشمال الغربي والشمال الشرقي والشرق. وهناك جبال مرتفعة اخرى في الجليل الاعلى كجبل كنعان ( 936م ) الذي أقيمت عليه مدينة صفد، وجبل حيدر ( 1047م ) شمال قرية الرامة، وجبل عداثر ( 1006م ) بالقرب من قرية سعسع .
وكانت هضبة الجليل الاعلى قد تعرضت إلى التصدع وثوران البراكين في الأزمنة الجيولوجية الغابرة، وخلفت هذه الحركات الأرضية بعد أن خمد النشاط البركاني مسطحات بازلتية سوداء فوق سطح الهضبة، وأودية انكسارية تنحدر على طول الانكسارات في طريقها نحو وادي الاردن. لذا فإن الأرض ذات طبيعة وعرة لكثرة صخورها وتنوع أشكال سطحها .
2- الجليل الادنى :
يمتد إلى الجنوب من الجليل الاعلى، ويفصل بينهما وادي الشاغور، وهو أقل ارتفاعاً من الجليل الاعلى، إذ لا يزيد ارتفاعه عن 200 م فوق سطح البحر، كما أنه أكثر خصباً من القسم الشمالي. ويبلغ طوله نحو 50 كيلومتراًَ من الشرق إلى الغرب، ويتجاوز عرضه 15 كيلومتراًَ من الشمال إلى الجنوب ، ويتألف من سلاسل جبلية متوازية وممتدة من الشرق إلى الغرب، حيث تحصر بينها أودية عريضة وسهولاً مفتوحة أو شبه مغلقة.
وأهم هذه السلاسل الجبلية : جبل طابور أو الطور ( 562 م ) إلى الشرق من الناصرة، وجبل الدّحي أو حرمون الصغير (550 م) جنوب الناصرة، وجبل النبي سعين ( 500م) احدى القمم المحيطة بالناصرة. وأهم الاودية التي تجري في الجليل الادنى وادي الفجاس ووادي البيرة، وينتهيان في نهر الاردن. ومن سهوله المشهورة سهل حطين الذي دارت فيه معركة حطين وانتصر فيها صلاح الدين الايوبي على الصليبيين، وسهل البطّوف الذي أنشأ الكيان الصهيوني فيه خزان البطوف لخزن مياه نهر الاردن المحمولة إلى النقب. وقد تعرض الجليل الادنى لتصدع أرضه في الازمنة الجيولوجية الغاربة فتكونت السهول التي هبطت على طول الانكسارات ، وتدفقت المصهورات البركانية التي انتشرت بعد أن خمد النشاط البركاني على شكل مسطحات بازلتية سوداء . وانبثقت مياه الينابيع المعدنية الحارة في منطقة الحمة بالقرب من منطقة طبرية .
3- سهل مرج ابن عامر :
سمي بهذه الاسم نسبة إلى بني عامر من بني كلب الذين نزلوه في أوائل الفتح العربي الاسلامي. ودعي بالمرج نسبة إلى نمو النباتات الطبيعية العشبية فيه وإلى اتساع أرضه التي تُحرج فيها الدواب ذهاباً وإياباً ، وتكون هذا السهل بفعل هبوط الأرض على طول الانكسارات ، ويتميز بانبساط أرضه وتموجها قليلاً، وبوجود جوانب له ذات حواف شديدة الانحدار، تقطعها فتحات طبيعية تمثل ممرات تربط السهل بما حوله من مناطق، وأشهر ممراته ممر مجدّو ووادي نهر المقطّع، ويصلانه بسهل فلسطين الساحلي، ووادي سهل زرعين الذي يصله بالغور مارّاً في بيسان ومن ثم إلى اربد شرقاً ودمشق شمالاً، كما تصله طريق جنين - سهل عرابة مع أواسط فلسطين وجنوبها .
يفصل هذا المرج كتلة الجليل عن جبال نابلس وجبل الكرمل، ويتراوح ارتفاعه ما بين 60-75 متراً فوق سطح البحر، يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراًَ من الغرب إلى الشرق، ويبلغ عرضه نحو 19 كيلومتراًَ من الشمال إلى الجنوب ، وتقدر مساحته بنحو 351 كيلومتراًَ مربعاً، تنحدر أرضه تدريجياً من منتصفه قرب العفولة نحو الشرق إلى وادي الاردن (غور بيسان) حيث يجري وادي جالود الذي تصب مياهه في نهر الاردن، كما تنحدر أيضاً نحو الغرب إلى سهل عكا حيث يجري نهر المقطع ليصب في خليج عكا.
وتربته في الغالب صلصالية تناسب زراعة الحبوب، وهي من الترب الخصبة في فلسطين، لذا تركز الاستعمار الاستيطاني اليهودي في المرج منذ أوائل فترة الانتداب البريطاني .
ب - السلسلة الجبلية الوسطى :
تمتد هذه المرتفعات الجبلية ما بين مرج ابن عامر شمالاً ومنطقة بئر السبع جنوباً، وتقدر مساحتها، بما فيها جبل الكرمل، بنحو 529 كيلومتراًَ مربعاً، وتتألف من هضبة مرتفعة تتخللها بعض السهول المغلقة التي تنحصر بين الجبال، كما أن سطحها غير منتظم، ويتفاوت ما بين الأرض المتموجة إلى الأرض الجبلية الوعرة، وتمكنت الاودية الجافة التي تنحدر نحو البحر المتوسط غرباً ووادي الاردن شرقاً من تقطيع هذه الهضبة وتعميق مجاربها في التكوينات الكلسية لهذه الهضبة. وتطل الهضبة بجروف وعرة وحواف شديدة الانحدار على وادي الاردن الادنى نذكر منها الجبل الكبير ورأس أم الخروبة وأم حلال وقرن سرطبة وجبل القرنطل ورأس الفشخة ورأس تربة ورأس المرصد وخشم اسدوم وغيرها من الجروف المطلة على البحر الميت. غير أن الهضبة تنحدر تدريجياً نحو الغرب حيث تمتد اقدام التلال متوغلة في الاطراف الشرقية للسهل الساحلي .
ويمكن أن نقسم المرتفعات الوسطى إلى قسمين : جبال نابلس في الشمال و جبال القدس والخليل في الجنوب .
1- جبال نابلس :
تمتد جبال نابلس نحو الشمال الغربي لتتصل بجبل الكرمل الذي ينتهي طرفه في البحر المتوسط. ويمتد نحو الجنوب حتى أودية دير بلوط، وهي المجاري العليا لنهر العوجا الذي يصب شمال يافا، وتجدر الاشارة إلى أن جبال نابلس ليست منفصلة عن جبال القدس، بل أن الاقواس الجبلية تلتقي ملتحمة ببعضها في سلسلة متصلة.
ويقدر طول جبال نابلس بنحو 65 كيلومتراًَ من الشمال إلى الجنوب، في حين يقدر إتساعها من الغرب إلى الشرق بنحو 55 كيلومتراًَ .
ويشكل جبل عيبال (940م) أعلى قمم هذه السلسلة، ويطلق عليه اسم الجبل الشمالي في مقابل جبل جرزيم ( 881م) أو الجبل الجنوبي، حيث تقوم عليهما مدينة نابلس بعد أن غطى عمرانها الوادي المنحصر بين الجبلين.
وهناك جبال اخرى مثل جبل فقوعة وجبل جلبون في الجهة الشمالية الشرقية من جنين، وجبل الاقرع وجبل بايزيد وجبل بلال وغيرها، ويتخلل هذه الجبال بعض السهول مثل سهل عرّابة ومساحته 000،30 دونم، وسهل صانور (مرج الغرق) ومساحتة 000،20 دونم، وسهل مخنة ويمتد على طول القاعدة الشرقية لجبلي عيبال وجرزيم. وأهم الأودية التي تنحدر من جبال نابلس شرقاً لتنتهي في نهر الاردن أودية البادان والفارعة والمالح، أما الأودية التي تنحدر غرباً إلى البحر المتوسط فأهمها نهر العوجا الذي يصب في البحر شمال يافا .
2- هضبة القدس والجليل :
تمتد هذه الهضبة من منتصف المسافة بين نابلس والقدس (قرية بيتين) شمالاً إلى وادي بير السبع جنوباً، بطول قدره نحو 90 كيلومتراًَ.
وتنحصر الهضبة ما بين وادي الاردن الادنى والبحر الميت شرقاً والسهل الساحلي الجنوبي غرباً، ويتراوح عرضها من 40 - 50 كيلومتراًَ بما فيها برية الهضبة المطلة على البحر الميت ومنحدراتها الغربية المشرفة على السهل الساحلي.
وتتألف الهضبة من صخور كلسية أساساً، وتستخرج من هذه الصخور بعض الانواع الجيدة من حجر البناء، وبخاصة في منطقة القدس. وقد تعرضت الهضبة بمرور الزمن إلى إذابة بعض التكوينات الكلسية بفعل مياه الامطار وسيول الاودية الجافة، فتقطعت إلى مجموعات من التلال والسلاسل الجبلية التي تفصل بينها الخوانق، وتكونت الكهوف والاشكال الأرضية الوعرة .
وتمثل الجبال آكاماً مستديرة فوق هضبة واسعة تعرضت إلى الارتفاع والانطواء على شكل قوسين جبليين محدبين يعرف أحدهما بقوس الخليل - بيت لحم، ويعرف الثاني بقوس القدس - رام الله ، وتفصل بين القوسين عتبة منخفضة نسبياً في منطقة القدس. كما تعرضت الهضبة إلى التصدع في أطرافها، وبخاصة في المنحدرات الشرقية التي تهبط في مستويات سلمية على شكل جروف وعرة شديدة الانحدار تطل على البحر الميت.
أما المنحدرات الغربية فإنها تهبط نحو السهل الساحلي ببطء، وتنتهي على أشكال اقدام للتلال المتوغلة في السهل الساحلي، والمتقطعة من جراء الاودية الجافة والفصلية كوادي علي (باب الواد) ، ووادي الصرار، ووادي الخليل، أما الأودية المنحدرة شرقاً فأهمها وادي العوجا ووادي القلط المنتهيان في نهر الاردن ، ووادي النار ووادي الزويره المنتهيان في البحر الميت.
وأهم جبال القدس : تل العاصور ( 1016م ) وجبل النبي صمويل ( 885م ) وجبل المشارف ( 819م ) وجبل الطور أو جبل الزيتون ( 826م ) وجبل المكبر ( 795 م ) وأهم جبال الخليل جبل خلة بطرخ (1020م) وجبل حلحول ( 1013م ) وجبل سعير ( 1018م) وجبل بني نعيم ( 951م ) وجبل دورا (838م)، وتنتهي المنطقة الجبلية على بعد نحو 24 كيلومتراًَ جنوبي الخليل، وذلك بالقرب من قرية الظاهرية حيث تبدأ هضبة الصحراء الفلسطينية .
3- اقليم وادي الاردن :
يمتد هذا الاقليم الاخدودي على طول الجزء الشرقي من فلسطين ممتداً من أقدام جبال الشيخ في الشمال حتى خليج العقبة في الجنوب، ويدخل الجزء الشرقي من هذا المنخفض المتطاول في الأراضي الأردنية بينما يدخل جزؤه الغربي في الأراضي الفلسطينية.
ويتجاوز طول وادي الاردن 420 كيلومتراًَ، وهو جزء فرعي من نظام رئيسي يشتمل على مجموعة من الاودية الاخدودية المتقطعة، أي أنه جزء صغير جداً من نظام الاخدود الافريقي الآسيوي الذي يمتد مسافة 6000 من خط عرض 20ْجنوباً في موزمبيق إلى خط عرض 45ْ شمالاً في تركيا ليشتمل على 65 درجة عرضية أي حوالي خمس محيط الأرض.
ويعد وادي الاردن من بين أغوار العالم التي تسترعي الانتباه، ذلك لأنه يشتمل على بقعة البحر الميت التي هي من أكثر بقاع العالم انخفاضاً عن سطح البحر ، يبدأ وادي الاردن عند أقدام جبال الشيخ مرتفعاً نحو 160 متراً عن سطح البحر، إلا أنه لا يلبث أن ينحدر نحو الجنوب، ويأخذ في الهبوط ليصل ارتفاعه إلى 70 مترا عند بحيرة الحولة (سابقاً) وإلى مستوى سطح البحر عند جسر بنات يعقوب على نهر الاردن شمال بحيرة طبرية، ثم ما يلبث أن يهبط مستواه دون سطح البحر في بحيرة طبرية التي تنخفض نحو 212 متراً عن سطح البحر، ويصل إلى أدنى مستوى له عند البحر الميت الذي ينخفض سطح مياهه نحو 398 متراً عن سطح البحر، ويصل انخفاض أعمق نقطة لقاع البحر الميت نحو 797 متراً دون سطح البحر، ثم يأخذ مستوى الأرض في الارتفاع كلما اتجهنا جنوباً من البحر الميت، حتى إذا ما وصلنا إلى موقع العجرم في أواسط وادي عربه يزداد الارتفاع إلى منسوب 240 متزاً فوق سطح البحر، وتمثل منطقة العجرم خط تقسيم للمياه بين البحر الميت شمالاً والبحر الأحمر ( خليج العقبة ) جنوباً. ويعود منسوب الأرض في وادي عربه للانخفاض إلى الجنوب من موقع العجرم حتى نصل إلى خليج العقبة .
تشكّل وادي الاردن من كسور طولانية عنيفة أدت إلى إنهدامه حتى هذه المستويات . وبقي مدة من الزمن متصلاً بالبحر ثم انفصل عنه بعد أن ترسبت التكوينات البحرية على شكل طبقات متعاقبة فوق قاعه، وفي العصر المطير غمر جزء من وادي الاردن بالمياه فيما عرف باسم البحيرة الاردنية القديمة التي امتدت من بحيرة طبرية شمالاً إلى جنوب البحر الميت الحالي بحوالي 30 كيلومتراًَ جنوباً، وقد اختفت البحيرة قبل الفترة التاريخية بآلاف السنين، ولم يبق من مخلفاتها سوى بحيرة طبرية والبحر الميت، ونستدل على جفاف البحيرة من بقايا الارسابات البحيرية لتكوينات مارن اللسان، ثم ظهر نهر الاردن الذي حفر لنفسه مجرى في هذه التكوينات وبنى سله الفيضي على جانبيه .
ويمكن أن نميز مستويين للأرض في وادي الاردن وهما مستوى الغور ومستوى الزورى، أما الغور فهو المستوى الاعلى الذي يتكون من الارسابات البحرية القديمة والمغطاة في كثير من الجهات بارسابات طميية حديثة، اما الزور فهو المستوى الأدنى الذي يتكون من إرسابات نهر الاردن الفيضية، ويتراوح انخفاض مستوى الزور عن مستوى الغور ما بين 20-40 متراً، حيث تفصل بينهما مجموعة من الأراضي الوعرة التي تعرف باسم الكتار محلياً .
ويتفاوت وادي الاردن في اتساعه ما بين 5 كيلومتراًَ شمالي العقبة و35 كيلومتراًَ على خط عرض مدينة اريحا شمال البحر الميت.
وينحدر قاع الوادي من حافتيه الجبليتين نحو نهر الاردن الذي يعد مصرفاً طبيعياً للمجاري المائية في وادي الاردن، وأهم الاودية الجانبية التي تخترق وادي الاردن قادمة من المرتفعات الجبلية الفلسطينية في طريقها لنهر الاردن أودية حنداج وعامود والبيرة وجالود والفارعة والمالحة والعوجا والقلط.
أما الروافد الشرقية لنهر الاردن فهي أودية اليرموك والعرب وزقلاب واليابس وكفرنجه وراجب والجرم والزرقاء وشعيب والكفرين وحسبان، وتتفاوت هذه الاودية الجانبية ما بين اودية دائمة الجريان إلى أودية فصلية وأخرى جافة. ونظراً لاختلاف المناسيب التي تجري عليها هذه الاودية ما بين الحواف العالية للوادي الاخدودي ومستوى الغور فإنها تهبط إلى أرض الغور فجأة لترسب كثيراً من حمولاتها فيما يعرف بالمراوح الفيضية المحيطة بمجاريها قرب اقدام الجبال العالية .
4- (اقليم الهضبة الصحراوية ( النقب :
يتكون هذا الاقليم من هضبة صحراوية تمتد في جنوب فلسطين، وتتخذ شكل المثلث الذي تسير قاعدته في خط يصل بين جنوب البحر الميت وغزة على البحر المتوسط، ويوجد رأسه عند خليج العقبة.
وتقدر مساحة القسم الجبلي من هذه الهضبة بنحو 8294 كيلومتراًَ مربعاً أي اكثر من 79% من مساحة الهضبة، وتعد الهضبة حلقة وصل بين هضبة القدس والخليل شمالاً ، وهضبة شبه جزيرة سيناء جنوباً ، وهي إمتداد جنوبي للمرتفعات الفلسطينية التي تمثل العمود الفقري لفلسطين. وتطل هذه الهضبة على وادي عربة في الشرق بحافة جبلية وعرة تتمثل في سلسلة من الجروف والحواف الأرضية التي تنحدر منها الاودية الجافة في طريقها لوادي عربة. وتنحدر تدريجياً نحو الغرب إلى السهل الساحلي الجنوبي الذي يستقبل مجموعة من الاودية الجافة في طريقها إلى البحر المتوسط .
تتفاوت أشكال سطح الهضبة ما بين السلاسل الجبلية والهضبات الصغيرة والسهول المغلقة والمنخفضات والقيعان والأحواض وغيرها، ويتميز سطح الأرض بطبيعته الوعرة التي دفعت بعض الباحثين إلى تسمية الجبال بجروف النقب بدلاً من جبال النقب.
وتختلف حدة معالم السطح ما بين منطقة وأخرى، فالسطح في الجزء الشمالي من النقب قليل الارتفاعات ، وهو بمثابة منطقة سهلية مترامية الاطراف ، ولا سيما في المنطقة التي تمتد غرب وجنوب مدينة بير السبع، غير أن السطح يزداد وعورة وتضرساً إلى الجنوب من بير السبع في منطقة النقب الأوسط حيث يزداد ارتفاع بعض القمم الجبلية عن 1000 متر فوق مستوى سطح البحر.
ومما يسترعي الانتباه أن الجبال الواقعة في جنوب غربي بير السبع اكثر ارتفاعاً من الجبال الواقعة في الجهات الاخرى من عاصمة النقب، وتمثل هذه الجبال امتداداً طبيعياً لجبال سيناء الجنوبية، كما أنها تترواح في ارتفاعها ما بين 600- 1035 متراً فوق سطح البحر.
ويعد رأس الرمان ( 1035 م) الواقع بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية أعلى قمة في هذه الجبال، بل إنه يعد ثالث القمم الفلسطينية ارتفاعاً..
ومن ذرى هذه الجبال يمكن أن نذكر جبل عجرمية ( 1015 م )، وقرون الرمان ( 1006م ) ، وجبل سماوي ( 1006 م ) ورأس الخراشة ( 1000م) ، وجبل خاروف ( 1000م) وجبل عريف ( 957م ) وجبل عديد ( 935 م) .
أما الجبال الواقعة في الجنوب الشرقي من بير السبع فإن ارتفاعها يتراوح ما بين 500- 844 متراً، ويمكن ان نذكر من بينها جبل أبو علاليق ( 844م ) وجبال حثيرة ( 716 م )، ورأس ارديحة (713م) ، وجبل حليقيم ( 625م) وجبل أم طرفة ( 525 م).
وقد تعرضت الهضبة الصحراوية لتصدع الأرض في بعض جهاتها القديمة الصلبة، وبخاصة في النقب الأوسط، ونتج عن وجود هذه الانكسارات هبوط الأرض في أحد جوانبها وارتفاعها في الجانب الثاني منه.
وقد شقت كثير من الأودية الجافة طريقها على طول امتداد هذه الإنكسارات، كما تتعرض الهضبة إلى عوامل التعرية المائية والريحية، ونتج عنها نحت السيول والرياح لكميات كبيرة من التكوينات الرسوبية، كالطين والرمال والحصباء، ونقلها إلى مسافات بعيدة حيث يتم ترسيبها في مناطق شاسعة من النقب الشمالي سواء في حوض بير السبع أو في ا لجهات الشرقية والشمالية الغربية من النقب، وتكونت عن هذه الترسبات المنقولة ما يعرف بتربة القوس الصحراوية التي تتألف من الرمال والحصى أساساً .
المناخ والمياه :
يعد مناخ فلسطين انتقالياً بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي، لذا فإنه يتأثر بكل من البحر المتوسط والصحراء ، إذ تسود في معظم الايام مؤثرات البحر المتوسط، بينما تسود في بعض الايام مؤثرات الصحراء .
Sunday, December 2, 2007
الضفة الغربية
الضفة الغربية هو الاسم الذي أطلقته المملكة الأردنية الهاشمية على الارض الفلسطينية التي ضمتها إلى المملكة في 1949، أي المناطق على غرب نهر الأردن المتبقية في أيادي الجيش الأردني بعد التوقيع على اتفاقيات الهدنة ("اتفاقيات رودس") التي انتهت حرب 1948. ضمت هذه الأراضي على الجزء الشرقي لمدينة القدس، بما في ذلك البلدة القديمة، ما عدا جبل المشارف. قبل حرب 1948 كانت المنطقة جزءا من الانتداب البريطاني على فلسطين. كان الحدود الفاصل بين الضفة الغربية والأراضي التي أقيمت عليها دولة إسرائيل (وهو جزء من الخط الأخضر) حدودا جديدة تم رسمه لأول مرة في 1949.
تمت الوحدة بين الضفتين الشرقية(الأردنية) وبين الغربية(الفلسطينية) بعد مؤتمر اريحا عام 1951م الذي طالب بها وظلت الوحدة قائمة مع الضفة الشرقية واعتبار اهالي الضفة الغربية مواطنيين أردنيين حتى عام 1988 عندما قرر الملك حسين الراحل فك الارتباط القانوني والاداري والمالي (قرار فك الأرتباط)بناءا على طلب منظمة التحرير الفلسطينية ماعدا الاوقاف والتي مرتبطة مع الحكومة الاردنية حتى اليوم من إشراف، تعيينات، صيانة الاوقاف المسيحية والاسلامية والتزامات مالية.
في حزيران 1967 احتلت إسرائيل المنطقة من الجيش الأردني ابان حرب الايام الستة ولا تزال المنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، إلا أنها لا تعتبر جزءا من إسرائيل بل أراض محتلة حسب ميثاق جينيف الرابعة. هذا باستثناء الأراضي المجاورة لمدينة القدس التي ضمتها إسرائيل بشكل أحادي الجانب. برغم من ذلك قامت إسرائيل ببناء العديد من الـمستوطنات في هذه المنطقة. وقد أطلقت الحكومة الإسرائيلية على المنطقة اسم "يهودا وشومرون" (أي "يهوذا وسامرة")، حيث تذكر بهذا الاسم في الوثائق الإسرائيلية الرسمية.
السكان الفلسطينيون التي يقطن المنطقة من سكانهاالأصليين بالاضافة إلى لاجئي عام 1948. حتى 1988 حاز أغلبيتهم المواطنة الأردنية، أما اليوم فمواطنتهم غير واضحة. حسب اتفاقية أوسلو أقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية التي تصدر جوازات السفر للفلسطينيين وتدير الحياة المدنية في بعض المدن بالضفة الغربية، ولكن منذ انتفاضة الأقصى لا تستطيع القيام بواجباتها بشكل ناجع.
التقسيم الإداري للضفة الغربية
المقال الرئيسي تقسيم الضفة الغربية الإداري
عام 1995 ، مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، تم تقسيم الضفة الفربية إلى 11 محافظة هي:
محافظة جنين (1
محافظة نابلس (2
محافظة طوباس (3
محافظة طولكرم (4
محافظة قلقيلية (5
محافظة سلفيت (6
محافظة رام الله والبيرة (7
محافظة أريحا (8
محافظة القدس (9
محافظة بيت لحم (10
محافظة الخليل (11
مدن الضفة
من مدن الضفة الغربية:
القدس
طول كرم
قلقيلية
بيت جالا
بيت ساحور
أريحا
بيت لحم
جنين
نابلس
رام الله
طوباس
الخليل
عتيل
يطا
منذ عام إحتلال إسرائيل للضفة عام 1967 تخضع الضفة الغربية لإدارة إسرائيلية.
حكام عسكريون إسرائيلون للضفة الغربية:
حاييم هيرتسوغ) 1967 - ديسمبر 1967)
رافائيل فاردي) ديسمبر 1967 - 1969 ?)
رحابعام زيئيفي) سنوات 1970)
دافيد هاجوئيل ) 1976 - مايو 1978)
بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر) 1978 - 1981)
ميناحيم ميلسون) نوفمبر 1981 - 1982)
إفرائم سنيه) 1985 - 1987)
عمرام متسناع ) 1987 - 1989)
يتسحاق مردخاي حدود 1989
فريدي زاخ حدود 1991
شاؤول موفاز) 1993 - فبراير 1994)
داني ياتوم) حدود 1994)
إيلان بيران) فبراير 1995 - سبتمبر 1996)
شلومو أورن سبتمبر 1996 - سبتمبر 2000
بيني جانتس ) 2000 - 2001)
أريئيل بيلج 2001
جيرشون يتسحاك 2002
موشيه كابلينسكي ) 2002 - 2003)
جادي أيزينكوت 2004
يتسحاك إيتان 2004
وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد اخذت زمام الامور في مدن الضفة الغربية ابتداء من عام 1994 بالتدريج، ولكن لم تسيطر على اراضي الضفة الغربية الاخرى، وكانت السيطرة قد اجلت حتى انتهاء المفاوضات حولها ، الامر الذي لم يحدث بسبب توقف او تباطؤ المفاوضات مع إسرائيل.
تمت الوحدة بين الضفتين الشرقية(الأردنية) وبين الغربية(الفلسطينية) بعد مؤتمر اريحا عام 1951م الذي طالب بها وظلت الوحدة قائمة مع الضفة الشرقية واعتبار اهالي الضفة الغربية مواطنيين أردنيين حتى عام 1988 عندما قرر الملك حسين الراحل فك الارتباط القانوني والاداري والمالي (قرار فك الأرتباط)بناءا على طلب منظمة التحرير الفلسطينية ماعدا الاوقاف والتي مرتبطة مع الحكومة الاردنية حتى اليوم من إشراف، تعيينات، صيانة الاوقاف المسيحية والاسلامية والتزامات مالية.
في حزيران 1967 احتلت إسرائيل المنطقة من الجيش الأردني ابان حرب الايام الستة ولا تزال المنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، إلا أنها لا تعتبر جزءا من إسرائيل بل أراض محتلة حسب ميثاق جينيف الرابعة. هذا باستثناء الأراضي المجاورة لمدينة القدس التي ضمتها إسرائيل بشكل أحادي الجانب. برغم من ذلك قامت إسرائيل ببناء العديد من الـمستوطنات في هذه المنطقة. وقد أطلقت الحكومة الإسرائيلية على المنطقة اسم "يهودا وشومرون" (أي "يهوذا وسامرة")، حيث تذكر بهذا الاسم في الوثائق الإسرائيلية الرسمية.
السكان الفلسطينيون التي يقطن المنطقة من سكانهاالأصليين بالاضافة إلى لاجئي عام 1948. حتى 1988 حاز أغلبيتهم المواطنة الأردنية، أما اليوم فمواطنتهم غير واضحة. حسب اتفاقية أوسلو أقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية التي تصدر جوازات السفر للفلسطينيين وتدير الحياة المدنية في بعض المدن بالضفة الغربية، ولكن منذ انتفاضة الأقصى لا تستطيع القيام بواجباتها بشكل ناجع.
التقسيم الإداري للضفة الغربية
المقال الرئيسي تقسيم الضفة الغربية الإداري
عام 1995 ، مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، تم تقسيم الضفة الفربية إلى 11 محافظة هي:
محافظة جنين (1
محافظة نابلس (2
محافظة طوباس (3
محافظة طولكرم (4
محافظة قلقيلية (5
محافظة سلفيت (6
محافظة رام الله والبيرة (7
محافظة أريحا (8
محافظة القدس (9
محافظة بيت لحم (10
محافظة الخليل (11
مدن الضفة
من مدن الضفة الغربية:
القدس
طول كرم
قلقيلية
بيت جالا
بيت ساحور
أريحا
بيت لحم
جنين
نابلس
رام الله
طوباس
الخليل
عتيل
يطا
منذ عام إحتلال إسرائيل للضفة عام 1967 تخضع الضفة الغربية لإدارة إسرائيلية.
حكام عسكريون إسرائيلون للضفة الغربية:
حاييم هيرتسوغ) 1967 - ديسمبر 1967)
رافائيل فاردي) ديسمبر 1967 - 1969 ?)
رحابعام زيئيفي) سنوات 1970)
دافيد هاجوئيل ) 1976 - مايو 1978)
بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر) 1978 - 1981)
ميناحيم ميلسون) نوفمبر 1981 - 1982)
إفرائم سنيه) 1985 - 1987)
عمرام متسناع ) 1987 - 1989)
يتسحاق مردخاي حدود 1989
فريدي زاخ حدود 1991
شاؤول موفاز) 1993 - فبراير 1994)
داني ياتوم) حدود 1994)
إيلان بيران) فبراير 1995 - سبتمبر 1996)
شلومو أورن سبتمبر 1996 - سبتمبر 2000
بيني جانتس ) 2000 - 2001)
أريئيل بيلج 2001
جيرشون يتسحاك 2002
موشيه كابلينسكي ) 2002 - 2003)
جادي أيزينكوت 2004
يتسحاك إيتان 2004
وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد اخذت زمام الامور في مدن الضفة الغربية ابتداء من عام 1994 بالتدريج، ولكن لم تسيطر على اراضي الضفة الغربية الاخرى، وكانت السيطرة قد اجلت حتى انتهاء المفاوضات حولها ، الامر الذي لم يحدث بسبب توقف او تباطؤ المفاوضات مع إسرائيل.
قطاع غزة
قطاع غزة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, ابحث
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء، يسمى بقطاع غزة نسبة لأكبر مدنه غزة. تم احتلاله من قبل إسرائيل في العام 1967 م ودخلت إلى بعض مناطقه السلطة الفلسطينية بعد توقيع إتفاقية أوسلو في العام 1993، وفي فبراير 2005، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق حطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون للإنسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين والقواعد العسكرية من القطاع، وتم الإنتهاء من العملية في 12 سبتمبر 2005 بإعلانها إنهاء الحكم العسكري في القطاع.
السكان
يعيش حوالي 1.3 مليون فلسطيني في قطاغ غزّة ، أغلبهم من لاجئي حرب 1948، في قطاع غزّة حوالى 44 تجمع سكاني فلسطيني اهمها:
غزة
رفح
خان يونس
بني سهيلا
جباليا
دير البلح
عدد السكان حوالى 1.5 مليون بمعدل كثافة سكانية 26400 مواطن/كم مربع ، وكثافة سكانية في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع.
كانت إسرائيل قد قامت إسرائيل ببناء حوالي 25 من المستوطنات في قطاع غزّة ، تتركز في ساحل جنوب القطاع ، يقدر عدد المستوطنين فيها بحسب دائرة الابحاث التابعة للكنيست الإسرائيلي(2003) ب 7781 مستوطن في 23 مستوطنة بكثافة مقدارها 665 مستوطن/كم مربع ، تم إخلاء هذه المستوطنات وهدمها ضمن خطة الإنسحاب الإسرائيلية من قطاع غزة. قطاع غزة غزة، مدينة وميناء على البحر الأبيض المتوسط، حوالي 32 كيلومتر شمال الحدود المصرية. هذه المدينة القديمة أعطت اسمها إلى قطاع غزة، الإقليم الذي إحتلّ من القوات الإسرائيلية منذ 1967 حتى 1994. قطاع غزة يغطّي حوالي 378 كيلومتر مربع (حوالي 146 ميل مربع) و يمتدّ من شمال شرق شبه جزيرة سيناء على طول البحر الأبيض المتوسط إلى حوالي 40 كيلومتر (حوالي 25 ميل).
غزة كانت مدينة مهمة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما قام الملك المصري ثيتموزي الثّالث بجعلها قاعدة لجيشه في الحرب مع سوريا. في الأوقات التالية كانت غزة واحدة من المدن الملكية الخمس للبزنطيين القدماء.
في القرن الثامن قبل الميلاد أحتلت من قبل الآشوريين، من القرن الثالث إلى القرن الأول قبل الميلاد، المصريين، السوريين، والجيوش العبرية كافحت من أجل أحتلالها.
في القرن السابع أصبحت مدينة إسلامية مقدّسة. سقطت غزة في يد الفرنسيين بقيادت الجنرال نابليون بونابارت خلال حملته المصرية.
في 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، أحتلت المدينة من تركيا بالجيوش البريطانية تحت الجنرال إدموند هنري هينمان النبي.
وفق قرار التقسيم من الأمم المتّحدة في 1947، غزة كانت ضمّن المنطقة العربية. في 1948، خلال الحرب بين اليهود و العرب، القوات مصرية دخلت غزة والمنطقة المحيطة بها. هذا الإقليم أصبح تحت سيطرة مصر وفق إتفاقية الهدنة العربية الإسرائيلية في 1949. خلال الحرب حوالي 200،000 لاجىء فلسطيني من الأراضى العربية المحتلة من قبل إسرائيل في 1948 هاجروا إلى قطاع غزة وبذلك تضاعف عدد السكان.
بالرغم من كون مدينة غزة تمتلك الأسواق و بعض الصناعة الخفيفة، وقطاع غزة منطقة منتجة للحمضيات الا أن الاقتصاد لا يمكنه دعم عدد السكان الكبير، ولذلك دعم من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
في ربيع 1956 كان هناك عدّة إصطدامات عسكرية بين مصر وإسرائيل حدثت في قطاع غزة. إسرائيل إتّهمت مصر بإستعمال المنطقة كقاعدة للغارة الفدائية على إسرائيل. في أكتوبر/تشرين الأول 1956، هاجمت إسارئيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، إستولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وتقدّمت إلى سيناء. في مارس/آذار التالي حلّت قوة طوارئ الأمم المتّحدة محل القوّات الإسرائيلية ، ومصر إستعادت السيطرة على الإدارة المدنية للشريط.
إستولت القوات الإسرائيلية على المنطقة ثانية خلال الحرب العربية الإسرائيلية من يونيو/حزيران 1967.
في بداية ديسمبر/كانون الأول 1987، بدأت الإنتفاضة في المنطقة، خلال مظاهرات من قبل الفلسطينيين التي تطلب بحق تقرير المصير و أنهاء الأحتلال.
في سبتمبر/أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية، رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقّعا إتفاقية أعلان مبادئ التي تقر إنسحاب إسرائيل من قطاع غزة ومناطق أخرى، وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.
في أيار/مايو 1994 القوات الإسرائيلية إنسحبت من القطاع، وأصبحت المنطقة تحت السلطة الفلسطينية.
مخيمات قطاع غزة
يوجد في قطاع غزة عدد من المخيمات للاجئين الفلسطينيين.
مخيم جباليا (في شمال القطاع بين بلدتي جباليا وبيت لاهيا)
مخيم الشاطئ ) في غربي مدينة غزة)
مخيم البريج) في وسط القطاع)
مخيم النصيرات ) في وسط القطاع)
مخيم الشابورة ) في جنوبي القطاع قرب رفح)
مخيم دير البلح ) في وسط القطاع)
مخيم خانيونس ) في جنوبي القطاع قرب خانيونس)
مخيم المغازي ) في وسط القطاع)
خطة الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومونز حول:
قطاع غزة
خضع قطاع غزّة للسيطرة المصرية منذ حرب 1948 ، وإستمر ذلك حتى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث سيطرت إسرائيل على قطاع غزة لمدة 6 أشهر عادت بعدها السيطرة المصرية حتى عام 1967 وحرب الأيام الستة ، فسيطرت بعدها إسرائيل على قطاع غزة ، ومنذ إتفاقية أوسلو وتطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا بدا الفلسطينيون يسيطرون بالتدريج على المناطق المسكونة من قطاع غزة .
في 2 فبراير 2004 طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون خطة للانفصال عن قطاع غزة في مقابلة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، تشمل إخلاء المستوطنات الإسرائيلية فيها. بعد سنة تقريبا، في 16 فبراير 2005 أقر الكنيست الإسرائيلي "خطة الانفصال". لقيت الخطة ترحيباً في صفوف أنصار السلام في إسرائيل ومعارضة شديدة من قبل المستوطنين الذين نظموا حملات للتعاطف مع بضع آلاف من المستوطنين الذين سيتم إخلائهم من المستوطنات وفق الخطة. أما الفلسطينيون فأكدوا ان الخطة ستفشل في توفير الأمن لإسرائيل أو النظام والأمن في قطاع غزة إذا لم تتم بتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية. تم تطبيق الخطة وخرجت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة في 12 سبتمبر 2005. فأعلنت الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحكم العسكري في قطاع غزة وأخذت تعتبر الخط الفاصل بين إسرائيل والقطاع كحدود دولي، مع أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يراقب أجواء القطاع وشواطئها، ويقوم بعمليات عسكرية برية داخل القطاع من حين لآخر. كذلك ما زالت إسرائيل تسيطر بشكل كامل على معابر القطاع مع إسرائيل، أما المعبر بين القطاع ومصر فيخضع لسيطرة إسرائيلية مصرية مشتركة. ما زالت إسرائيل المسؤولة الرئيسية عن تزويد سكان غزة بالمياه للشرب، الوقود والكهرباء حتى بعد انسحابها من القطاع.
في 25 يونيو 2006 اقتحمت خلية منكتائب عزالدين القسام إلى إسرائيل عبر نفق وهاجمت قوة للمدرعات الإسرائيلية كانت تراقب الحدود، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين. قبضت المجموعة الفلسطينية على أحد الجنود يدعى جلعاد شاليط، ونقلته إلى قطاع غزة حيث حبسته مطالبة بإطلاق صراح بعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل تحريره. رداً على الهجوم دخل القطاع قوات كبيرة للجيش الإسرائيلي وقام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مواقع عديدة في أنحاء القطاع.
في 26 نوفمبر 2006 وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى تفاهم على وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع دون أن يتم تحرير جلعاد شاليط. في الأشهر التالية توتر النزاع الداخلي بين أنصار حماس وأنصار فتح في القطاع. في 13 يونيو 2007 استولت قوات حماس على الأجهزة الأمنية في قطاع غزة. ردا على ذلك أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية من حركة حماس وتعيين حكومة طارئة برئاسة سلام فياض المستقل. منذ ذلك الحين تسيطر فعلا حكومتين فلسطينيتين - إحداهما برئاسة حماس في قطاع غزة والأخرى برئاسة فتح في الضفة الغربية.
الحكام على منطقة قطاع غزة:
يوسف الأجرودي (سنوات 1950)-مصر
ماتي بيلد (أكتوبر 1956 - مارس 1957)-إسرائيل
يتسحاق سيغف (سنوات 1970)-إسرائيل
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, ابحث
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء، يسمى بقطاع غزة نسبة لأكبر مدنه غزة. تم احتلاله من قبل إسرائيل في العام 1967 م ودخلت إلى بعض مناطقه السلطة الفلسطينية بعد توقيع إتفاقية أوسلو في العام 1993، وفي فبراير 2005، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على تطبيق حطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون للإنسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين والقواعد العسكرية من القطاع، وتم الإنتهاء من العملية في 12 سبتمبر 2005 بإعلانها إنهاء الحكم العسكري في القطاع.
السكان
يعيش حوالي 1.3 مليون فلسطيني في قطاغ غزّة ، أغلبهم من لاجئي حرب 1948، في قطاع غزّة حوالى 44 تجمع سكاني فلسطيني اهمها:
غزة
رفح
خان يونس
بني سهيلا
جباليا
دير البلح
عدد السكان حوالى 1.5 مليون بمعدل كثافة سكانية 26400 مواطن/كم مربع ، وكثافة سكانية في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع.
كانت إسرائيل قد قامت إسرائيل ببناء حوالي 25 من المستوطنات في قطاع غزّة ، تتركز في ساحل جنوب القطاع ، يقدر عدد المستوطنين فيها بحسب دائرة الابحاث التابعة للكنيست الإسرائيلي(2003) ب 7781 مستوطن في 23 مستوطنة بكثافة مقدارها 665 مستوطن/كم مربع ، تم إخلاء هذه المستوطنات وهدمها ضمن خطة الإنسحاب الإسرائيلية من قطاع غزة. قطاع غزة غزة، مدينة وميناء على البحر الأبيض المتوسط، حوالي 32 كيلومتر شمال الحدود المصرية. هذه المدينة القديمة أعطت اسمها إلى قطاع غزة، الإقليم الذي إحتلّ من القوات الإسرائيلية منذ 1967 حتى 1994. قطاع غزة يغطّي حوالي 378 كيلومتر مربع (حوالي 146 ميل مربع) و يمتدّ من شمال شرق شبه جزيرة سيناء على طول البحر الأبيض المتوسط إلى حوالي 40 كيلومتر (حوالي 25 ميل).
غزة كانت مدينة مهمة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما قام الملك المصري ثيتموزي الثّالث بجعلها قاعدة لجيشه في الحرب مع سوريا. في الأوقات التالية كانت غزة واحدة من المدن الملكية الخمس للبزنطيين القدماء.
في القرن الثامن قبل الميلاد أحتلت من قبل الآشوريين، من القرن الثالث إلى القرن الأول قبل الميلاد، المصريين، السوريين، والجيوش العبرية كافحت من أجل أحتلالها.
في القرن السابع أصبحت مدينة إسلامية مقدّسة. سقطت غزة في يد الفرنسيين بقيادت الجنرال نابليون بونابارت خلال حملته المصرية.
في 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، أحتلت المدينة من تركيا بالجيوش البريطانية تحت الجنرال إدموند هنري هينمان النبي.
وفق قرار التقسيم من الأمم المتّحدة في 1947، غزة كانت ضمّن المنطقة العربية. في 1948، خلال الحرب بين اليهود و العرب، القوات مصرية دخلت غزة والمنطقة المحيطة بها. هذا الإقليم أصبح تحت سيطرة مصر وفق إتفاقية الهدنة العربية الإسرائيلية في 1949. خلال الحرب حوالي 200،000 لاجىء فلسطيني من الأراضى العربية المحتلة من قبل إسرائيل في 1948 هاجروا إلى قطاع غزة وبذلك تضاعف عدد السكان.
بالرغم من كون مدينة غزة تمتلك الأسواق و بعض الصناعة الخفيفة، وقطاع غزة منطقة منتجة للحمضيات الا أن الاقتصاد لا يمكنه دعم عدد السكان الكبير، ولذلك دعم من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
في ربيع 1956 كان هناك عدّة إصطدامات عسكرية بين مصر وإسرائيل حدثت في قطاع غزة. إسرائيل إتّهمت مصر بإستعمال المنطقة كقاعدة للغارة الفدائية على إسرائيل. في أكتوبر/تشرين الأول 1956، هاجمت إسارئيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، إستولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وتقدّمت إلى سيناء. في مارس/آذار التالي حلّت قوة طوارئ الأمم المتّحدة محل القوّات الإسرائيلية ، ومصر إستعادت السيطرة على الإدارة المدنية للشريط.
إستولت القوات الإسرائيلية على المنطقة ثانية خلال الحرب العربية الإسرائيلية من يونيو/حزيران 1967.
في بداية ديسمبر/كانون الأول 1987، بدأت الإنتفاضة في المنطقة، خلال مظاهرات من قبل الفلسطينيين التي تطلب بحق تقرير المصير و أنهاء الأحتلال.
في سبتمبر/أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية، رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقّعا إتفاقية أعلان مبادئ التي تقر إنسحاب إسرائيل من قطاع غزة ومناطق أخرى، وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.
في أيار/مايو 1994 القوات الإسرائيلية إنسحبت من القطاع، وأصبحت المنطقة تحت السلطة الفلسطينية.
مخيمات قطاع غزة
يوجد في قطاع غزة عدد من المخيمات للاجئين الفلسطينيين.
مخيم جباليا (في شمال القطاع بين بلدتي جباليا وبيت لاهيا)
مخيم الشاطئ ) في غربي مدينة غزة)
مخيم البريج) في وسط القطاع)
مخيم النصيرات ) في وسط القطاع)
مخيم الشابورة ) في جنوبي القطاع قرب رفح)
مخيم دير البلح ) في وسط القطاع)
مخيم خانيونس ) في جنوبي القطاع قرب خانيونس)
مخيم المغازي ) في وسط القطاع)
خطة الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة
هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومونز حول:
قطاع غزة
خضع قطاع غزّة للسيطرة المصرية منذ حرب 1948 ، وإستمر ذلك حتى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث سيطرت إسرائيل على قطاع غزة لمدة 6 أشهر عادت بعدها السيطرة المصرية حتى عام 1967 وحرب الأيام الستة ، فسيطرت بعدها إسرائيل على قطاع غزة ، ومنذ إتفاقية أوسلو وتطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا بدا الفلسطينيون يسيطرون بالتدريج على المناطق المسكونة من قطاع غزة .
في 2 فبراير 2004 طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون خطة للانفصال عن قطاع غزة في مقابلة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، تشمل إخلاء المستوطنات الإسرائيلية فيها. بعد سنة تقريبا، في 16 فبراير 2005 أقر الكنيست الإسرائيلي "خطة الانفصال". لقيت الخطة ترحيباً في صفوف أنصار السلام في إسرائيل ومعارضة شديدة من قبل المستوطنين الذين نظموا حملات للتعاطف مع بضع آلاف من المستوطنين الذين سيتم إخلائهم من المستوطنات وفق الخطة. أما الفلسطينيون فأكدوا ان الخطة ستفشل في توفير الأمن لإسرائيل أو النظام والأمن في قطاع غزة إذا لم تتم بتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية. تم تطبيق الخطة وخرجت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي في قطاع غزة في 12 سبتمبر 2005. فأعلنت الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحكم العسكري في قطاع غزة وأخذت تعتبر الخط الفاصل بين إسرائيل والقطاع كحدود دولي، مع أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يراقب أجواء القطاع وشواطئها، ويقوم بعمليات عسكرية برية داخل القطاع من حين لآخر. كذلك ما زالت إسرائيل تسيطر بشكل كامل على معابر القطاع مع إسرائيل، أما المعبر بين القطاع ومصر فيخضع لسيطرة إسرائيلية مصرية مشتركة. ما زالت إسرائيل المسؤولة الرئيسية عن تزويد سكان غزة بالمياه للشرب، الوقود والكهرباء حتى بعد انسحابها من القطاع.
في 25 يونيو 2006 اقتحمت خلية منكتائب عزالدين القسام إلى إسرائيل عبر نفق وهاجمت قوة للمدرعات الإسرائيلية كانت تراقب الحدود، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين. قبضت المجموعة الفلسطينية على أحد الجنود يدعى جلعاد شاليط، ونقلته إلى قطاع غزة حيث حبسته مطالبة بإطلاق صراح بعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل تحريره. رداً على الهجوم دخل القطاع قوات كبيرة للجيش الإسرائيلي وقام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مواقع عديدة في أنحاء القطاع.
في 26 نوفمبر 2006 وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى تفاهم على وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع دون أن يتم تحرير جلعاد شاليط. في الأشهر التالية توتر النزاع الداخلي بين أنصار حماس وأنصار فتح في القطاع. في 13 يونيو 2007 استولت قوات حماس على الأجهزة الأمنية في قطاع غزة. ردا على ذلك أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية من حركة حماس وتعيين حكومة طارئة برئاسة سلام فياض المستقل. منذ ذلك الحين تسيطر فعلا حكومتين فلسطينيتين - إحداهما برئاسة حماس في قطاع غزة والأخرى برئاسة فتح في الضفة الغربية.
الحكام على منطقة قطاع غزة:
يوسف الأجرودي (سنوات 1950)-مصر
ماتي بيلد (أكتوبر 1956 - مارس 1957)-إسرائيل
يتسحاق سيغف (سنوات 1970)-إسرائيل
مدينة اريحا
مدينة اريحا
الموقع والتسمية
تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بين البيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي بذلك نقطة عبور هامة منذ القدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، وهي أيضا الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى، كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو 276 م .
ويصفها البغدادي في معجم البلدان فقال : أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء المهملة أو بالحاء المعجمة، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن والشام، سميت بأريحا نسبة إلى أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا يدل على أن أصل التسمية سامي الأصل .
وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء، وأريحا، وأطلق عليها أيضا مدينة وادي الصيصان، وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذا النوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم . وسميت كذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعى تل السلطان وهو أصل المدينة الأولى .
اريحا عبر التاريخ :
يعتبر الخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم مدن فلسطين إذ يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم أي نحو 7000 سنة قبل الميلاد بل يذهب البعض منهم إلى أنها اقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم. وقد حدد الخبراء موقع أطلالها عند تل السلطان الذي يقع على بعد 2 كيلو متر شمالي المدينة الحالية بالقرب من نبع عين السلطان.
هاجمها الهكسوس فيما بين 1750 –1600 ق. م واتخذوها قاعدة لهم، وكانت أول مدينة كنعانية تهاجم من قبل بني إسرائيل على يد يوشع بن نون سنة 1188 ق.م، واحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، ثم قام المؤابيين بإخراج اليهود سنة 1170 – 1030 ق.م بقيادة الملك عجلون .
ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الاقنية التي اكتشفوها والتي تظهر في وادي نهر القلط . وفي عهد المسيح عليه السلام ازدادت شهرة المدينة، حيث زارها المسيح عليه السلام كما زارها النبي زكريا عليه السلام . ويرجع الفضل إلى الرومان في تعمير المدينة وازدهارها، ففي عهد قسطنطين الكبير 306 – 327 م انتشرت المسيحية في أريحا وأقيمت في ضواحيها الأديرة والكنائس وأصبحت مركزاً لأسقفية، وكذلك ازدهرت في عهد البيزنطيين وتقدمت حتى دخلت تحت حكم العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي وأصبحت تابعة للرملة مركز جند فلسطين . وقد أصبحت في صدر الإسلام أهم مدينة زراعية في الغور، حيث انتشرت فيها زراعة النخيل وقصب السكر والموز وغيرها.
ثم خضعت أريحا لحكم الصليبيين بعد أن غزوا فلسطين، وأصبحت مركزاً للجيش الملكي الصليبي بقيادة ريموند الذي غادرها بجيشه بعد أن سمع بقدوم الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث جعلوها جسراً لهم في فلسطين للاتصال بقواتهم وولاتهم في الشام .
ثم خضعت للحكم المملوكي، و أصبحت جزءاً من مملكة دمشق، وفي أثناء الحكم العثماني أصبحت أريحا ناحية بعد أن كانت قرية، ويقيم فيها حاكم يدعى المدير، ثم أصبحت قضاء في عهد الانتداب البريطاني، وكانت مركزاً للقضاء حتى عام 1944 إلى أن ألغته سلطات الانتداب البريطاني و ألحقته بقضاء القدس، وفي عام 1965 عادت مركزاً للقضاء واستمرت كذلك إلى أن احتلها الصهاينة عام 1967.
السكان والنشاط الاقتصادي:
تزايد عدد سكان أريحا بشكل تدريجي قبل عام 1948 ، حيث ارتفع من 300 نسمة عام 1912 إلى 1039 عام 1922م ثم إلى 1693 عام 1931 ، ثم ارتفع عددهم إلى 3010 عام 1945 ثم إلى 10166 نسمة عام 1961 ثم إلى 15000 عام 1978 وحسب إحصاء عام 1992 بلغ عدد السكان في مدينة أريحا بما فيها مخيمات اللاجئين إلى 20795 نسمة . وقد مارس سكان مدينة أريحا العديد من الأنشطة منها: الزراعة: وقد عرفت أريحا منذ القدم بغزارة مياهها وخصوبة تربتها وقد حافظت أريحا على شهرتها الزراعية منذ أقدم الأزمنة، حيث زادت المساحة المزروعة ومن أهم المزروعات الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والذرة والسمسم، كما تزرع فيها الأشجار المثمرة كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى، كالتبغ وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربية الأخرى وكذلك يصدر إلى الأردن .
التعدين والصناعة :
عرفت أريحا الصناعة منذ القدم مثل صناعة السلال والحياكة والحصر والحراب والنبل المزودة برؤوس الصوان والفؤوس والخزف وغيرها، أما في العصر الحالي فهناك صناعة الفخار ، الحصر ، النسيج ، المياه الغازية ، الكراسي ، تخمير الموز ، الخيام. كما ازدهرت صناعة استخراج المعادن والأملاح من البحر الميت مثل: كلوريد البوتاسيوم و الصوديوم والماغنيزيوم والكالسيوم والرومين، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه المواد تقدر بملايين الأطنان إذ تبلغ نسبة الملح في مياه البحر الميت حوالي الثلث.
السياحة : تتمتع أريحا بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها و أشجارها، وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق أحدها على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميت الذي يعتبر اشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيه أمواج أو حيوانات مائية مفترسة. ومن شدة ملوحتة فان جسم الانسان يطفو على سطح الماء دون ادنى احتمال للغرق. يشتهر البحر الميت بالطين الموجود على شواطئه والذي يحوى خصائص علاجية.النشاط الثقافي في مدينة اريحا:
التعليم : كان التعليم في مدينة أريحا مقتصراً على الأديرة والكنائس حتى الانتداب البريطاني، حيث أنشأت مدرستان إحداهما للبنين وأخرى للبنات، وفي عام 1967 بلغ عدد المدارس 26 مدرسة منها 4 مدارس ثانوية و 8 مدارس إعدادية و أربعة عشر مدرسة ابتدائية، كما يوجد هناك مدرسة صناعية تابعة للتعليم المهني، بالإضافة إلى مدرستين صناعيتين أخريين للشبان المسيحيين، وهناك مدارس للتعليم المهني مثل المعهد الشعبي لتعليم الطباعة ومدارس تعليم السواقة، وقد زادت الحركة الثقافية في أريحا بعد إنشاء مكتبة بلدية أريحا حيث تضم 16 ألف كتاب .
2. النوادي : ويوجد في أريحا عدة أندية وهي: أ. النادي الرياضي الثقافي: الذي افتتح عام 1951 بعد محاولات سابقة لانشاء نادي لم يكتب لها النجاح، وقد أغلق بعد أن اعتقل رئيسه بتهمة سياسية . ب. نادي ترسنطة: وهو خاص بالشباب المسيحيين وهو الآن معطل .
3. الجمعيات : وهناك عدد من الجمعيات منها : أ . جمعية الشابات المسيحيات وهي تابعة لمنظمة عالمية بهذا الاسم، ويمكن للمسلمات الانتساب لهذه الجمعية، وتقوم هذه الجمعية بأنشطة مختلفة مثل المحاضرات لربات البيوت وتعليم الخياطة، وهناك نشاط رياضي محدود . ب. جمعية الشبان المسيحية في عقبة جبر ويتبعها مدرسة للتعليم المني، تضم عدداً من المعلمين والطلاب لتعليم النجارة والتنجيد والجلد والدهان، ومدة كل دورة منها ثلاث سنوات. ت. جمعية البر بالشهداء وفيها مدرسة للتعليم المهنى أيضاً، أنشأت عام 1952 لتعليم الحدادة والدهان والخياطة والتنجيد والغسيل والكي .
معالم المدينة تعتبر مدينة أريحا من مدن المراكز المناخية، لدفء مناخها في فصل الشتاء وانخفاضها الكبير تحت مستوى سطح البحر، ولذلك يأتي إليها الكثير من الزائرين في فصل الشتاء للاستشفاء ويحتفظ الشكل العمراني في المدينة بالشكل الإشعاعي، ويتفرع من مركز المدينة العديد من الشوارع في جميع الاتجاهات، ولهذا النمط مزايا هامة، منها إضافة مساحات من الأراضي داخل المدينة، وهذا يجعلها تحتفظ بمزايا صحية .
وتضم أريحا الكثير من المعالم الأثرية مثل: أ. تل عين السلطان: وهي نبع ماء قديم جداً يبعد عن أريحا مسافة كيلو مترين. ب. قصر هشام الأثري: وهو قصر عربي رائع بناه هشام بن عبد الملك الذي حكم عام 105-125 هـ (724 – 743م) على خربة المفجر . ج. دير قرنطل أو جبل الأربعين: تأسس هذا الدير على يد الارشمندريت افراميوس سنة 1892 وهذا المكان قديم منذ زمن السيد المسيح، وقد جدد عدة مرات، وأول من فكر في المحافظة على قدسيته الملكة هيلانة، حيث أقامت عليه تشييداً قديماً منذ عام 325 م. د. دير مار يوحنا أو دير القديس يوحنا المعمدان: وهو تابع للطائفة الأرثوذكسية، يقع على نهر الأردن . هـ.دير اللاتين: بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من ساحة المدينة، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن. وهناك مجموعة من الأديرة الأخرى، مثل دير الروم، در الحبش، دير المسكوب ، المغطس، دير القبط، دير القلط، قصر حجلة أو دير حجلة .
أما عن المساجد في أريحا فأشهرها : 1. مسجد أريحا القديم: بني عام 1331 هـ، تبلغ مساحته 3 دونمات، به 11 صنبوراً مفروش بالحصير، وله بابان شمالي وغربي و 11 نافذة خشبية ومنبر خشبي على الطراز القديم. 2. مسجد صالح عبده: وبناه صالح طاهر عبده عام 1952على مساحة 3 دونمات وله بابان و15 نافذة زجاجية ومنبر خشبي
وهناك مساجد أخرى مثل: مساجد عين السلطان – مساجد عقبة جبر – مساجد النويعمة – مسجد غور نمرين – مسجد قصر هشام – مسجد النبي موسى.
اعلام المدينة:
المدينة اليوم : تعتبر مدينة أريحا مركزاً لمحافظة أريحا اليوم التي تضم 16 تجمعاً سكانياً، وقد أقامت إسرائيل فيها 11
الموقع والتسمية
تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بين البيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي بذلك نقطة عبور هامة منذ القدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، وهي أيضا الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى، كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو 276 م .
ويصفها البغدادي في معجم البلدان فقال : أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء المهملة أو بالحاء المعجمة، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن والشام، سميت بأريحا نسبة إلى أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا يدل على أن أصل التسمية سامي الأصل .
وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء، وأريحا، وأطلق عليها أيضا مدينة وادي الصيصان، وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذا النوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم . وسميت كذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعى تل السلطان وهو أصل المدينة الأولى .
اريحا عبر التاريخ :
يعتبر الخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم مدن فلسطين إذ يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم أي نحو 7000 سنة قبل الميلاد بل يذهب البعض منهم إلى أنها اقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم. وقد حدد الخبراء موقع أطلالها عند تل السلطان الذي يقع على بعد 2 كيلو متر شمالي المدينة الحالية بالقرب من نبع عين السلطان.
هاجمها الهكسوس فيما بين 1750 –1600 ق. م واتخذوها قاعدة لهم، وكانت أول مدينة كنعانية تهاجم من قبل بني إسرائيل على يد يوشع بن نون سنة 1188 ق.م، واحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، ثم قام المؤابيين بإخراج اليهود سنة 1170 – 1030 ق.م بقيادة الملك عجلون .
ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الاقنية التي اكتشفوها والتي تظهر في وادي نهر القلط . وفي عهد المسيح عليه السلام ازدادت شهرة المدينة، حيث زارها المسيح عليه السلام كما زارها النبي زكريا عليه السلام . ويرجع الفضل إلى الرومان في تعمير المدينة وازدهارها، ففي عهد قسطنطين الكبير 306 – 327 م انتشرت المسيحية في أريحا وأقيمت في ضواحيها الأديرة والكنائس وأصبحت مركزاً لأسقفية، وكذلك ازدهرت في عهد البيزنطيين وتقدمت حتى دخلت تحت حكم العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي وأصبحت تابعة للرملة مركز جند فلسطين . وقد أصبحت في صدر الإسلام أهم مدينة زراعية في الغور، حيث انتشرت فيها زراعة النخيل وقصب السكر والموز وغيرها.
ثم خضعت أريحا لحكم الصليبيين بعد أن غزوا فلسطين، وأصبحت مركزاً للجيش الملكي الصليبي بقيادة ريموند الذي غادرها بجيشه بعد أن سمع بقدوم الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث جعلوها جسراً لهم في فلسطين للاتصال بقواتهم وولاتهم في الشام .
ثم خضعت للحكم المملوكي، و أصبحت جزءاً من مملكة دمشق، وفي أثناء الحكم العثماني أصبحت أريحا ناحية بعد أن كانت قرية، ويقيم فيها حاكم يدعى المدير، ثم أصبحت قضاء في عهد الانتداب البريطاني، وكانت مركزاً للقضاء حتى عام 1944 إلى أن ألغته سلطات الانتداب البريطاني و ألحقته بقضاء القدس، وفي عام 1965 عادت مركزاً للقضاء واستمرت كذلك إلى أن احتلها الصهاينة عام 1967.
السكان والنشاط الاقتصادي:
تزايد عدد سكان أريحا بشكل تدريجي قبل عام 1948 ، حيث ارتفع من 300 نسمة عام 1912 إلى 1039 عام 1922م ثم إلى 1693 عام 1931 ، ثم ارتفع عددهم إلى 3010 عام 1945 ثم إلى 10166 نسمة عام 1961 ثم إلى 15000 عام 1978 وحسب إحصاء عام 1992 بلغ عدد السكان في مدينة أريحا بما فيها مخيمات اللاجئين إلى 20795 نسمة . وقد مارس سكان مدينة أريحا العديد من الأنشطة منها: الزراعة: وقد عرفت أريحا منذ القدم بغزارة مياهها وخصوبة تربتها وقد حافظت أريحا على شهرتها الزراعية منذ أقدم الأزمنة، حيث زادت المساحة المزروعة ومن أهم المزروعات الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والذرة والسمسم، كما تزرع فيها الأشجار المثمرة كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى، كالتبغ وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربية الأخرى وكذلك يصدر إلى الأردن .
التعدين والصناعة :
عرفت أريحا الصناعة منذ القدم مثل صناعة السلال والحياكة والحصر والحراب والنبل المزودة برؤوس الصوان والفؤوس والخزف وغيرها، أما في العصر الحالي فهناك صناعة الفخار ، الحصر ، النسيج ، المياه الغازية ، الكراسي ، تخمير الموز ، الخيام. كما ازدهرت صناعة استخراج المعادن والأملاح من البحر الميت مثل: كلوريد البوتاسيوم و الصوديوم والماغنيزيوم والكالسيوم والرومين، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه المواد تقدر بملايين الأطنان إذ تبلغ نسبة الملح في مياه البحر الميت حوالي الثلث.
السياحة : تتمتع أريحا بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها و أشجارها، وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق أحدها على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميت الذي يعتبر اشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيه أمواج أو حيوانات مائية مفترسة. ومن شدة ملوحتة فان جسم الانسان يطفو على سطح الماء دون ادنى احتمال للغرق. يشتهر البحر الميت بالطين الموجود على شواطئه والذي يحوى خصائص علاجية.النشاط الثقافي في مدينة اريحا:
التعليم : كان التعليم في مدينة أريحا مقتصراً على الأديرة والكنائس حتى الانتداب البريطاني، حيث أنشأت مدرستان إحداهما للبنين وأخرى للبنات، وفي عام 1967 بلغ عدد المدارس 26 مدرسة منها 4 مدارس ثانوية و 8 مدارس إعدادية و أربعة عشر مدرسة ابتدائية، كما يوجد هناك مدرسة صناعية تابعة للتعليم المهني، بالإضافة إلى مدرستين صناعيتين أخريين للشبان المسيحيين، وهناك مدارس للتعليم المهني مثل المعهد الشعبي لتعليم الطباعة ومدارس تعليم السواقة، وقد زادت الحركة الثقافية في أريحا بعد إنشاء مكتبة بلدية أريحا حيث تضم 16 ألف كتاب .
2. النوادي : ويوجد في أريحا عدة أندية وهي: أ. النادي الرياضي الثقافي: الذي افتتح عام 1951 بعد محاولات سابقة لانشاء نادي لم يكتب لها النجاح، وقد أغلق بعد أن اعتقل رئيسه بتهمة سياسية . ب. نادي ترسنطة: وهو خاص بالشباب المسيحيين وهو الآن معطل .
3. الجمعيات : وهناك عدد من الجمعيات منها : أ . جمعية الشابات المسيحيات وهي تابعة لمنظمة عالمية بهذا الاسم، ويمكن للمسلمات الانتساب لهذه الجمعية، وتقوم هذه الجمعية بأنشطة مختلفة مثل المحاضرات لربات البيوت وتعليم الخياطة، وهناك نشاط رياضي محدود . ب. جمعية الشبان المسيحية في عقبة جبر ويتبعها مدرسة للتعليم المني، تضم عدداً من المعلمين والطلاب لتعليم النجارة والتنجيد والجلد والدهان، ومدة كل دورة منها ثلاث سنوات. ت. جمعية البر بالشهداء وفيها مدرسة للتعليم المهنى أيضاً، أنشأت عام 1952 لتعليم الحدادة والدهان والخياطة والتنجيد والغسيل والكي .
معالم المدينة تعتبر مدينة أريحا من مدن المراكز المناخية، لدفء مناخها في فصل الشتاء وانخفاضها الكبير تحت مستوى سطح البحر، ولذلك يأتي إليها الكثير من الزائرين في فصل الشتاء للاستشفاء ويحتفظ الشكل العمراني في المدينة بالشكل الإشعاعي، ويتفرع من مركز المدينة العديد من الشوارع في جميع الاتجاهات، ولهذا النمط مزايا هامة، منها إضافة مساحات من الأراضي داخل المدينة، وهذا يجعلها تحتفظ بمزايا صحية .
وتضم أريحا الكثير من المعالم الأثرية مثل: أ. تل عين السلطان: وهي نبع ماء قديم جداً يبعد عن أريحا مسافة كيلو مترين. ب. قصر هشام الأثري: وهو قصر عربي رائع بناه هشام بن عبد الملك الذي حكم عام 105-125 هـ (724 – 743م) على خربة المفجر . ج. دير قرنطل أو جبل الأربعين: تأسس هذا الدير على يد الارشمندريت افراميوس سنة 1892 وهذا المكان قديم منذ زمن السيد المسيح، وقد جدد عدة مرات، وأول من فكر في المحافظة على قدسيته الملكة هيلانة، حيث أقامت عليه تشييداً قديماً منذ عام 325 م. د. دير مار يوحنا أو دير القديس يوحنا المعمدان: وهو تابع للطائفة الأرثوذكسية، يقع على نهر الأردن . هـ.دير اللاتين: بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من ساحة المدينة، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن. وهناك مجموعة من الأديرة الأخرى، مثل دير الروم، در الحبش، دير المسكوب ، المغطس، دير القبط، دير القلط، قصر حجلة أو دير حجلة .
أما عن المساجد في أريحا فأشهرها : 1. مسجد أريحا القديم: بني عام 1331 هـ، تبلغ مساحته 3 دونمات، به 11 صنبوراً مفروش بالحصير، وله بابان شمالي وغربي و 11 نافذة خشبية ومنبر خشبي على الطراز القديم. 2. مسجد صالح عبده: وبناه صالح طاهر عبده عام 1952على مساحة 3 دونمات وله بابان و15 نافذة زجاجية ومنبر خشبي
وهناك مساجد أخرى مثل: مساجد عين السلطان – مساجد عقبة جبر – مساجد النويعمة – مسجد غور نمرين – مسجد قصر هشام – مسجد النبي موسى.
اعلام المدينة:
المدينة اليوم : تعتبر مدينة أريحا مركزاً لمحافظة أريحا اليوم التي تضم 16 تجمعاً سكانياً، وقد أقامت إسرائيل فيها 11
مدينة نابلس
الموقع والتسمية
تتمتع مدينة نابلس بموقع جغرافي هام، فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية في فلسطين بصفة عامة، كما أنها ضمن سلسلة المدن الفلسطينية الواقعة على خط تقسيم المياه.
تقع المدينة عند التقاء دائرة عرض 32.13 0 شمالاً وخط طول 35.16 شرقا ويحدها من الشمال جبل عيبال وقرية عصيرة الشمالية، ومن الجنوب جبل جرزيم وقرية كفر قليل، ومن الغرب والشمال الغربي قرى زواتا وبيت إيبا وبيت وزن ورفيديا، أما من الشرق والجنوب فيحدها كل من سهل بلاطة وعسكر مروان الباذان وقرى روجيب وكفر بيتا وسالم ودير الحطب وعزموط.
الاسم وتطوره: ورد ذكر نابلس في رسائل تل العمارنة وتقارير تحتمس الثالث باسم شاكمي "SHAKMI" وحرف الاسم إلى شكيم، وقد كانت أول رقعة نزل فيها إبراهيم عليه السلام بعد أن قدم من أور بالعراق، ثم سكنها يعقوب بن اسحق عليه السلام ويرجع اسم نابلس إلى نيابولس NEOPLOLIS وهي المدينة الجديدة التي أقامها الإمبراطور الروماني قسبازيان بعد تدمير المدينة القديمة .
نابلس عبر التاريخ :
نابلس مدينة كنعانية قديمة ظهرت خلال عصور ما قبل التاريخ ويعود تاريخها إلى 4500 قبل الميلاد. وقد سماها الكنعانيون شكيم أي النجد أو الأرض المرتفعة، ويعتقد بأن شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلو متر ونصف شرقي مدينة نابلس .
ورد ذكر شكيم في نصوص إيبلة التي اكتشفها باولوماتيه عالم الآثار الإيطالي ضمن مدن كنعانية أخرى في فلسطين، وهي بيت جبرين، أريحا، شكيم، أورشاليم، مجدو، وبيت شان .. وتاريخ هذه النصوص يعود إلى نهاية عصور ما قبل التاريخ 3500 ق. م.
تبعد نابلس عن القدس 69 كم وعن عمان 114 كم، عن البحر المتوسط 42 كم، وترتبط بمدن وقرى الضفة الغربية، حيث تصلها شوارع بمدينة جنين شمالاً وبطولكرم وقلقيلية غرباً، وطوباس شرقاً، وحوارة ورام الله جنوباً .
نشأت نابلس القديمة في وادي طويل مفتوح بين جبلي عيبال شمالاً، وجرزيم جنوباً، أما نابلس الحديثة فقد بنيت على هذين الجبلين، ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940 م، وجبل جرزيم 870 م، وترتفع المدينة في المتوسط 550 م عن سطح البحر. أودية نابلس تنحدر من منطقة نابلس نحو الغرب والشرق، ومن هذه الأودية وادي التفاح، يبدأ من نابلس ويسير في خانق عميق ليتصل بوادي الزومر في منطقة طولكرم غرباً ووادي الباذان الذي يبدأ من الجبال الواقعة شمالي شرقي نابلس، ويتزود بمياه الينابيع الصدعية مثل عين الباذان ليصب في وادي الفارعة الذي يرفد نهر الأردن.
وتمتاز جبالها ووديانها بكثرة الينابيع، ففي جبل جرزيم ينبع من منحدراته الشمالية 22 عيناً. وأشهر العيون في نابلس: عين بيت الماء، رأس العين، عين الصبيان، عين القريون، عين الدفنة، عين العسل .
وتشير النصوص المصرية بأن شكيم كانت مدينة محصنة استراتيجية ذات أهمية دولية منذ 1800 سنة قبل الميلاد ، كما كانت مركزاً للديانات الكنعانية والحياة السياسية، ويفهم من النصوص المصرية أن فلسطين ابتداءً من بداية هذا العصر أصبحت علاقتها وطيدة بمصر .
ورسائل تل العمارنة (1400-1350 سنة ق.م)، تتحدث عن مدينة شكيم، تحت حكم أميرها الكنعاني لابعايو كمدينة تلعب دوراً هاماً في النزاعات ضد السيطرة المصرية على منطقة فلسطين .
وحسب ما ورد في التوراة فإنها أول مدينة كنعانية نزل فيها سيدنا إبراهيم الخليل (التكوين 12 : 6-8 ) قادماً من مدينة أور بالعراق، وكان ذلك حوالي 1805 ق.م وبعده أتى سيدنا يعقوب من فدان آرام على نهر الفرات بالعراق، ونزل شكيم ، ثم سكن مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر أبو الآلهة الكنعانية، وكانت مركز عبادة الإله إل الكنعاني أو إيل . (التكوين 25: 34-29، 35: 1-8)ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم .
وفي عصر الحديد 1200-323 قبل الميلاد استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع خلال فترات عصر البرونز .. وتشير التوراة إلى وجود حروب بين اليهود والكنعانيين الفلسطينيين .. وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
الأولى: مدينة ( يبوس ) أورشالم مدينة اليبوسيين الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق .م بقيادة سيدنا داوود ( 100-963 ق.م)، ثم سليمان (963 –923 سنة ق .م) .. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة يهوذا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر .
الثانية : مدينة شكيم، التي بدأ نفوذهم فيها عام 923م.م وانتهى عام 722ق.م على يد سرجون الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع الى إحضار كنعانيين من الدواخل، وهم العموريون.
أما السامريون فقد سكنوا مدينة شكيم وهم فئة من اليهود لا تعترف من التوراة بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة، وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهورهم. ولا تزال بقاياهم موجودة في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد وضع لهم عضو برلمان في المجلس التشريعي المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر 1995 .
سنة 332 قبل الميلاد سقطت فلسطين في يد الإسكندر المقدوني وأصبحت تابعة للإمبراطورية اليونانية حتى سنة 64 قبل الميلاد. وخضعت فلسطين إلى حكم إمبراطورية البطالمة والسلوقيين، وقد تركت الهيلينية بصماتها واضحة على بعض مظاهر الحياة أيام الحكم اليوناني وذلك بسبب إنشاء سبعين مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي في البلاد التي احتلها جيش اليونان. وقد استخدمت كمراكز ثقافية تم بواسطتها نشر الثقافة اليونانية في بلدان العالم القديم .
ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني بيلاوريون (تل الأشعري)، هيبوس (قلعة الحصن) وتقعان شرق طبريا، ومدينة (فيلوتير) في الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة بطليموس الثاني فيلادلفوس، ومدينة جيراز (جرش) .
وقد حول الإغريق الكثير من أسماء المدن الكنعانية الفلسطينية إلى أسماء إغريقية منها عكا، حيث سميت بتولما في عهد بطليموس الثاني، وبيت شان سميت سكيثوبوليس، وبيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبوليس، وإيلات سميت بيرينكة، وشكيم سميت نيابوليس .. وأصبحت المدينة تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار، وبها بوابات ضخمة ذات جلال، وفي داخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة والمعابد الضخمة المتعددة، ومثل هذه المدن بيت جبرين وشكيم .
وفي العصر الروماني 64 ق.م – 323 م أحيطت مدينة شكيم (السامرة) بواسطة سور، طوق حوالي 170 أكد . أما بوابة المدينة فقد وجدت في الناحية الغربية من المدينة وتضم برجين دائريين عظيمين بقطر 46 قدماً، وهي مقامة على قواعد مربعة الشكل تعود للعصر الهيليني.. ومبنى الباسليكا من السامرة (نابلس) يعود تاريخه إلى العصر الروماني .
وفي عهد هادريانوس ( 117م-138م ) أقام الرومان معبداً لجوبتر على جبل جرزيم مكان معبد السامريين . وفي العصر البيزنطي 323م-انتصرت المسيحية أصبحت كل فلسطين تدين بالمسيحية ومن ضمنها نابلس وأصبحت مركزاً لأسقفية. وفي القرن الخامس الميلادي م638 بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليداً لمريم العذراء
في عهد الإمبراطور جستنيان (527م-565م) . بنى الرومان المسيحيون قلعة مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية وأعادوا بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة .
في عام 638م فتح العرب المسلمون نابلس بقيادة عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، وقد تعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من المسيحيين على أن يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم . وبعد الفتح الإسلامي أصبحت نابلس مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته اللد ثم الرملة.
في القرن العاشر الميلادي وصف المؤرخ المقدسي نابلس فقال: " إن نابلس في الجبال يكثر فيها الزيتون، والجامع في وسطها، وهي مبلطة ونظيفة ولها نهر جار". في سنة 1099 م استولى عليها الصليبيون بقيادة تنكرد صاحب أنطاكية وبنى بلدوين الأول (1100-1118م) فيها قلعة على رأس جبل جرزيم لحماية قواته . في سنة 1120م عقد فيها بغدوين الثاني (1118-1130 م ) مجمعاً كنسياً كبيراً . في سنة 1187 م انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وعادت نابلس بقراها وبلدانها إلى المسلمين . في سنة 1189 م أصاب نابلس زلزال، فتهدمت فيها مبان كثيرة، ومات تحت الأنقاض ثلاثون ألفاً من أهلها . في سنة 1260م استولى عليها التتار، ولكنهم خرجوا في نفس السنة على يد قطز المملوكي.
في سنة 1325م زارها ابن بطوطة فوجدها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتوناً، وبها مسجد جامع متقن وحسن في وسطه بركة ماء عذب .
في سنة 1517م سيطر العثمانيون على سورية وفلسطين ولبنان والأردن، وأصبحت فلسطين تابعة للإمبراطورية العثمانية ومن ضمنها نابلس .
في سنة 1671م زارها السائح التركي أولياجلبي، ذكر أنها مركز لواء تابع لولاية دمشق ويضم مائتي قرية، وذكر مساجدها وسوقها ومدارسها وحماماتها وقال "إنها تقع بين جبلين وتكثر فيها الجناين والبساتين ومناخها ممتاز وتحيط بها جبال تكسوها الكروم وأشجار الليمون والرمان والتين والزيتون والنخيل". في سنة 1832م دخلت نابلس تحت الحكم المصري بقيادة القائد إبراهيم باشا . في سنة 1834م ثار الفلسطينيون فيها على الحكم المصري ولكنهم أخفقوا . في سنة 1840م عادت فلسطين إلى الحكم العثماني . وفي نهاية الحكم العثماني أصبحت مدينة نابلس قضاء، ويضم 101 من القرى . سميت جبل النار، لأن جبل النار من أسماء لواء نابلس وقيل من أسماء فلسطين، أسماها به دروز جبل لبنان. في عهد الترك اعترافاً ببسالة أهله . كان لنابلس دوراً مهماً في ثورة 36-39 ، وحدثت فيها معارك كثيرة اهمها موقعة جرزايم وعيبال.
في عام 1967 وقعت نابلس تحت الاحتلال الاسرائيلي
في يوم 10/12/1995 تم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ودخول قوات الأمن العام الفلسطينية البلدة.
السكان والنشاط الاقتصادي: يبلغ عدد سكان مدينة نابلس حسب إحصاء عام 1922م، 15947 نسمة ازداد عام 1931 ليصل إلى 17418 نسمة واستمر في الزيادة إلى أن وصل 1966م 53000 نسمة وفي عام 1967 انخفض ليصل 44000 نسمة، بسبب نزوح عدد من السكان إثر حرب عام 1967 ولكنه عاد للارتفاع ليصل إلى 53360 نسمة، ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد السكان في مدينة نابلس، وقد مارست نابلس العديد من الوظائف
عدد السكان السنة
1882 8000
1884 9000
1900 19202
1911 21072
1922 15947
1931 17418
1945 23250
1961 45980
1966 53000
1967 44000
1980 60000
1997 261340
وقد مارست مدينة نابلس العديد من الوظائف منها: الزراعة : إن افتقار المدينة إلى أراض ذات تربة خصبة لم يسمح بإعطاء الفرصة للمدينة في انتاج زراعي جيد، ومن أهم المحاصيل، الحمضيات والزيتون .
الصناعة: تعد مدينة نابلس أهم مدن فلسطين من الناحية الصناعية سواء من حيث عدد مصانعها أم تنوعها أم إنتاجها، ومن أهم الصناعات: 1. مصانع الزيوت النباتية 2. صناعة الصابون 3. معامل الزيتون 4. مصانع الغزل والنسيج 5. صناعة الأغذية والمشروبات 6. الكيماويات والمنظفات 7. الأثاث
8.صناعة الحلويات) وهي مشوهرة على مستوى الشرق الأوسط )
التجارة : تساهم التجارة في دعم اقتصاد المدينة وتتركز الأسواق التجارية في وسط المدينة من حيث السوق التجاري الرئيسي .
اعلام المدينة:
-إبراهيم عبد الفتاح طوقان 1905-1941 م: شاعر الوطن، وقائد فكرة الأدب القومي، عمل فترة من الوقت مسؤولاً عن إدارة القسم العربي في إذاعة القدس – أربع سنوات – إلا أن سلطات الانتداب والصهيونيين أقالوه من منصبه عام 1940م، حيث انتقل بعدها إلى بغداد فعمل مدرساً فيها ثم عاجله المرض فتوفي عام 1941م. عادل عمر زعيتر 1897-1957 م : أكمل دراسته الثانوية في بيروت واستانبول، وانضم إلى الجيش العربي بقيادة الأمير فيصل في الحرب ضد العثمانيين. ونال شهادة الحقوق من باريس عام 1925م واشتغل بعدها محامياً. وفي عام 1953م أصبح عضواً في المجمع العلمي العراقي، وفي عام 1955م انتخب عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العربي في دمشق. وقد اهتم في أخريات حياته بترجمة المؤلفات من الفرنسية إلى العربية التي بلغ عددها ستة وثلاثين كتاباً. أتسم من خلالها بالأمانة العلمية في النقل والترجمة ونال ثقة مواطنيه وطلابه . فائق فريد العنبتاوي 1896-1960 م: قاوم البريطانيون من خلال كتاباته وخطاباته وأشعاره، نفته سلطات الانتداب أكثر من مرة، وتعرض بيته وبيت والده للنسف أكثر من مرة لمساعدتهم الثوار الفلسطينيين ضد بريطانيا والصهاينة. وقد تم اعتقالهما عام 1938م وبقيا في المعتقل ثمانية عشر شهراً. وبعد عام 1948 م بقي فائق يعمل جاهداً في دعم المقاومة العربية لاسترداد الوطن . عوني عبد الهادي (1888-1970): أتم دراسته في باريس وارتبط اسمه بالحركة العربية ، بعد إعلان الدستور العثماني 1908 م، اشترك في عدد من الجمعيات التي سعت إلى الوحدة العربية، ومناهضة قرارات التهويد. عين سكرتيراً خاصاً للملك فيصل الأول في سوريا بعد الحرب العالمية الأولى، وتولى وزارة الخارجية بعد السيد سعيد الحسيني، وقد أسس عام 1931م حزب الاستقلال الفلسطيني. وفي عام 1948م عين رئيساً للجنة القانونية للجامعة العربية، وقد توفي عام 1970م عن عمر يناهز 82 عاماً في مدينة القاهرة . نهاد القاسم (1905-1970): توفي في دمشق عام 1970 م عن عمر يناهز 65 عاماً، حيث سكنها منذ فترة طويلة وقد اشتغل بالقضاء وتدرج في مناصبه حيث أصبح رئيساً لهيئة تفتيش الدولة، وتقلد منصب وزير العدل عام 1958م عندما تشكلت أول وحدة بين مصر وسوريا، ويعد القاسم من دعاة القومية والوحدة. محمد عزة دروزة (1889-1984) : ولد في نابلس عام 1889م وتوفي في دمشق عام 1984م. باحث ومؤرخ وروائي، تلقى علومه في نابلس وعمل موظفاً ومديراً لمدرسة النجاح 1922-1927م، ثم مأموراً لأوقاف نابلس، فمديراً للأوقاف الإسلامية في فلسطين، شارك في العمل الوطني وساهم في تأسيس حزب الاستقلال عام 1936م وسجن غير مرة. نال الجائزة التقديرية للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في سورية عام 1970م، وله أكثر من 43 مؤلفاً.
معالم المدينة بئر يعقوب : وتقع في أطراف المدينة ويعتقد أن هذه البئر حفرها النبي يعقوب عليه السلام عندما جاء إلى شكيم، ويبلغ عمقها 40 متراً، وعند هذه البئر التقى السيد المسيح بالمرأة السامرية، وكان قد غادر بيت المقدس إلى الجليل عن طريق السامرة. وحيث كان السيد المسيح متعباً،فقد جلس إلى جانب البئر، وعندئذ جاءت إمرأة سامرية لتستقي فطلب منها أن تعطيه ماء ليشرب، فردت عليه كيف تطلب مني ماء لتشرب وأنت يهودي وأنا سامرية ؟ (حيث كان اليهود لا يتعاملون مع السامريين) ولهذا تدعى البئر أيضاً بئر السامرية .
وقد بنت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور البيزنطي قسطنطين كنيسة كبيرة فخمة (بعرض 25 متراً وطول 43 متراً) فوق هذا البئر في القرن الرابع للميلاد. وزين الإمبراطور جوستنيان الكنيسة بالزخارف ولم يتعرض العرب للكنيسة بأذى عندما فتحوا البلاد في عهد الراشدين. وبقيت الكنيسة على حالها حتى تهدمت عام 1009م في العهد الفاطمي. ثم عمرها الصليبيون عام 1154م، ثم هدمت عام 1187م بعد خروجهم من البلاد، وفي عام 1555م تولت الكنيسة الأرثوذكسية حراستها بأمر من السلطان العثماني. ثم بنيت كنيسة على آثار الكنيسة القديمة فيما بعد . جامع الخضراء: ويقع في حي الياسمينة بالقرب من "عين العسل" ويرجع تاريخ بنائه الحالي، بناء على الكتابة المدونة على مدخله إلى أيام السلطان المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي (1279 – 1290 ) سابع ملوك دولة المماليك التركية. ويوجد في صحن الجامع بركة ماء، وتبلغ مساحة القسم المعد للصلاة فيه نحو 300 متر مربع، وله محراب جميل، وفي ركنه الجنوبي الغربي مكان منفصل يقال إنه المكان الذي حزن فيه يعقوب على ولده يوسف. ويعرف الجامع لذلك باسم "جامع حزن يعقوب" وتبعد مئذنته مقدار ستين متراً من ناحية الشمال، وتشبه في نمطها المعماري مئذنة الرملة. قبر يوسف: يقع على بعد نحو 900متر إلى الشمال من بئر النبي يعقوب. ويوجد قبر يعتقد أنه قبر النبي يوسف. ويعتقد أن أبناء يعقوب باعوا أخاهم يوسف في هذا الوادي . ويعد جرزيم مكان مقدس وأثري لدى السامريين حيث يعتقدون أن إبراهيم عليه السلام قد هم بذبح ابنه قرباناً إلى الله تعالي . المقبرة البيزنطية: التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي وتحوي على أعمدة منحوتة بالصخر الأبيض نحتاً فنياً جميلاً ، حيث يعتقد أنها مقبرة لأسر غنية . علاوة على المراكز الأثرية السابقة هناك العديد من المزارات والخرب الموجودة في المدينة وفي قضائها ولكنها لم تلق العناية الكاملة، وتحتاج إلى الرعاية والترميم، وقد أسلفنا الحديث عن المساجد والمزارات . مدينة نابلس اليوم: يتبع مدينة نابلس 73 تجمعاً سكانياً وقد بلغ عدد سكان هذة التجمعات 116966 نسمة لعام 2000 وبلغ عدد الأسر 180.3 وعدد المباني 8746 مبنى وبها 11 موقعا أثرياً مؤهلة للسياحة وهي تل صوفر- تل بلاطة - التنور – مقبرة عسكر- ومعبد رويوس وكنيسة مريم والمدرج الروماني وسباق الخيل والمدرج الأثرى والمقبرة الغربية وتل الحلو، وتعد مركزا تعليميا للقرى التي تقع حولها وبها جامعة النجاح وهي من كبريات الجامعات الفلسطينية . وقد أقامت إسرائيل مجموعة كبيرة من المستوطنات على أراضيها
تتمتع مدينة نابلس بموقع جغرافي هام، فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية في فلسطين بصفة عامة، كما أنها ضمن سلسلة المدن الفلسطينية الواقعة على خط تقسيم المياه.
تقع المدينة عند التقاء دائرة عرض 32.13 0 شمالاً وخط طول 35.16 شرقا ويحدها من الشمال جبل عيبال وقرية عصيرة الشمالية، ومن الجنوب جبل جرزيم وقرية كفر قليل، ومن الغرب والشمال الغربي قرى زواتا وبيت إيبا وبيت وزن ورفيديا، أما من الشرق والجنوب فيحدها كل من سهل بلاطة وعسكر مروان الباذان وقرى روجيب وكفر بيتا وسالم ودير الحطب وعزموط.
الاسم وتطوره: ورد ذكر نابلس في رسائل تل العمارنة وتقارير تحتمس الثالث باسم شاكمي "SHAKMI" وحرف الاسم إلى شكيم، وقد كانت أول رقعة نزل فيها إبراهيم عليه السلام بعد أن قدم من أور بالعراق، ثم سكنها يعقوب بن اسحق عليه السلام ويرجع اسم نابلس إلى نيابولس NEOPLOLIS وهي المدينة الجديدة التي أقامها الإمبراطور الروماني قسبازيان بعد تدمير المدينة القديمة .
نابلس عبر التاريخ :
نابلس مدينة كنعانية قديمة ظهرت خلال عصور ما قبل التاريخ ويعود تاريخها إلى 4500 قبل الميلاد. وقد سماها الكنعانيون شكيم أي النجد أو الأرض المرتفعة، ويعتقد بأن شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلو متر ونصف شرقي مدينة نابلس .
ورد ذكر شكيم في نصوص إيبلة التي اكتشفها باولوماتيه عالم الآثار الإيطالي ضمن مدن كنعانية أخرى في فلسطين، وهي بيت جبرين، أريحا، شكيم، أورشاليم، مجدو، وبيت شان .. وتاريخ هذه النصوص يعود إلى نهاية عصور ما قبل التاريخ 3500 ق. م.
تبعد نابلس عن القدس 69 كم وعن عمان 114 كم، عن البحر المتوسط 42 كم، وترتبط بمدن وقرى الضفة الغربية، حيث تصلها شوارع بمدينة جنين شمالاً وبطولكرم وقلقيلية غرباً، وطوباس شرقاً، وحوارة ورام الله جنوباً .
نشأت نابلس القديمة في وادي طويل مفتوح بين جبلي عيبال شمالاً، وجرزيم جنوباً، أما نابلس الحديثة فقد بنيت على هذين الجبلين، ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940 م، وجبل جرزيم 870 م، وترتفع المدينة في المتوسط 550 م عن سطح البحر. أودية نابلس تنحدر من منطقة نابلس نحو الغرب والشرق، ومن هذه الأودية وادي التفاح، يبدأ من نابلس ويسير في خانق عميق ليتصل بوادي الزومر في منطقة طولكرم غرباً ووادي الباذان الذي يبدأ من الجبال الواقعة شمالي شرقي نابلس، ويتزود بمياه الينابيع الصدعية مثل عين الباذان ليصب في وادي الفارعة الذي يرفد نهر الأردن.
وتمتاز جبالها ووديانها بكثرة الينابيع، ففي جبل جرزيم ينبع من منحدراته الشمالية 22 عيناً. وأشهر العيون في نابلس: عين بيت الماء، رأس العين، عين الصبيان، عين القريون، عين الدفنة، عين العسل .
وتشير النصوص المصرية بأن شكيم كانت مدينة محصنة استراتيجية ذات أهمية دولية منذ 1800 سنة قبل الميلاد ، كما كانت مركزاً للديانات الكنعانية والحياة السياسية، ويفهم من النصوص المصرية أن فلسطين ابتداءً من بداية هذا العصر أصبحت علاقتها وطيدة بمصر .
ورسائل تل العمارنة (1400-1350 سنة ق.م)، تتحدث عن مدينة شكيم، تحت حكم أميرها الكنعاني لابعايو كمدينة تلعب دوراً هاماً في النزاعات ضد السيطرة المصرية على منطقة فلسطين .
وحسب ما ورد في التوراة فإنها أول مدينة كنعانية نزل فيها سيدنا إبراهيم الخليل (التكوين 12 : 6-8 ) قادماً من مدينة أور بالعراق، وكان ذلك حوالي 1805 ق.م وبعده أتى سيدنا يعقوب من فدان آرام على نهر الفرات بالعراق، ونزل شكيم ، ثم سكن مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر أبو الآلهة الكنعانية، وكانت مركز عبادة الإله إل الكنعاني أو إيل . (التكوين 25: 34-29، 35: 1-8)ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم .
وفي عصر الحديد 1200-323 قبل الميلاد استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع خلال فترات عصر البرونز .. وتشير التوراة إلى وجود حروب بين اليهود والكنعانيين الفلسطينيين .. وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
الأولى: مدينة ( يبوس ) أورشالم مدينة اليبوسيين الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق .م بقيادة سيدنا داوود ( 100-963 ق.م)، ثم سليمان (963 –923 سنة ق .م) .. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة يهوذا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر .
الثانية : مدينة شكيم، التي بدأ نفوذهم فيها عام 923م.م وانتهى عام 722ق.م على يد سرجون الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع الى إحضار كنعانيين من الدواخل، وهم العموريون.
أما السامريون فقد سكنوا مدينة شكيم وهم فئة من اليهود لا تعترف من التوراة بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة، وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهورهم. ولا تزال بقاياهم موجودة في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد وضع لهم عضو برلمان في المجلس التشريعي المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر 1995 .
سنة 332 قبل الميلاد سقطت فلسطين في يد الإسكندر المقدوني وأصبحت تابعة للإمبراطورية اليونانية حتى سنة 64 قبل الميلاد. وخضعت فلسطين إلى حكم إمبراطورية البطالمة والسلوقيين، وقد تركت الهيلينية بصماتها واضحة على بعض مظاهر الحياة أيام الحكم اليوناني وذلك بسبب إنشاء سبعين مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي في البلاد التي احتلها جيش اليونان. وقد استخدمت كمراكز ثقافية تم بواسطتها نشر الثقافة اليونانية في بلدان العالم القديم .
ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني بيلاوريون (تل الأشعري)، هيبوس (قلعة الحصن) وتقعان شرق طبريا، ومدينة (فيلوتير) في الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة بطليموس الثاني فيلادلفوس، ومدينة جيراز (جرش) .
وقد حول الإغريق الكثير من أسماء المدن الكنعانية الفلسطينية إلى أسماء إغريقية منها عكا، حيث سميت بتولما في عهد بطليموس الثاني، وبيت شان سميت سكيثوبوليس، وبيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبوليس، وإيلات سميت بيرينكة، وشكيم سميت نيابوليس .. وأصبحت المدينة تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار، وبها بوابات ضخمة ذات جلال، وفي داخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة والمعابد الضخمة المتعددة، ومثل هذه المدن بيت جبرين وشكيم .
وفي العصر الروماني 64 ق.م – 323 م أحيطت مدينة شكيم (السامرة) بواسطة سور، طوق حوالي 170 أكد . أما بوابة المدينة فقد وجدت في الناحية الغربية من المدينة وتضم برجين دائريين عظيمين بقطر 46 قدماً، وهي مقامة على قواعد مربعة الشكل تعود للعصر الهيليني.. ومبنى الباسليكا من السامرة (نابلس) يعود تاريخه إلى العصر الروماني .
وفي عهد هادريانوس ( 117م-138م ) أقام الرومان معبداً لجوبتر على جبل جرزيم مكان معبد السامريين . وفي العصر البيزنطي 323م-انتصرت المسيحية أصبحت كل فلسطين تدين بالمسيحية ومن ضمنها نابلس وأصبحت مركزاً لأسقفية. وفي القرن الخامس الميلادي م638 بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليداً لمريم العذراء
في عهد الإمبراطور جستنيان (527م-565م) . بنى الرومان المسيحيون قلعة مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية وأعادوا بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة .
في عام 638م فتح العرب المسلمون نابلس بقيادة عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، وقد تعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من المسيحيين على أن يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم . وبعد الفتح الإسلامي أصبحت نابلس مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته اللد ثم الرملة.
في القرن العاشر الميلادي وصف المؤرخ المقدسي نابلس فقال: " إن نابلس في الجبال يكثر فيها الزيتون، والجامع في وسطها، وهي مبلطة ونظيفة ولها نهر جار". في سنة 1099 م استولى عليها الصليبيون بقيادة تنكرد صاحب أنطاكية وبنى بلدوين الأول (1100-1118م) فيها قلعة على رأس جبل جرزيم لحماية قواته . في سنة 1120م عقد فيها بغدوين الثاني (1118-1130 م ) مجمعاً كنسياً كبيراً . في سنة 1187 م انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وعادت نابلس بقراها وبلدانها إلى المسلمين . في سنة 1189 م أصاب نابلس زلزال، فتهدمت فيها مبان كثيرة، ومات تحت الأنقاض ثلاثون ألفاً من أهلها . في سنة 1260م استولى عليها التتار، ولكنهم خرجوا في نفس السنة على يد قطز المملوكي.
في سنة 1325م زارها ابن بطوطة فوجدها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتوناً، وبها مسجد جامع متقن وحسن في وسطه بركة ماء عذب .
في سنة 1517م سيطر العثمانيون على سورية وفلسطين ولبنان والأردن، وأصبحت فلسطين تابعة للإمبراطورية العثمانية ومن ضمنها نابلس .
في سنة 1671م زارها السائح التركي أولياجلبي، ذكر أنها مركز لواء تابع لولاية دمشق ويضم مائتي قرية، وذكر مساجدها وسوقها ومدارسها وحماماتها وقال "إنها تقع بين جبلين وتكثر فيها الجناين والبساتين ومناخها ممتاز وتحيط بها جبال تكسوها الكروم وأشجار الليمون والرمان والتين والزيتون والنخيل". في سنة 1832م دخلت نابلس تحت الحكم المصري بقيادة القائد إبراهيم باشا . في سنة 1834م ثار الفلسطينيون فيها على الحكم المصري ولكنهم أخفقوا . في سنة 1840م عادت فلسطين إلى الحكم العثماني . وفي نهاية الحكم العثماني أصبحت مدينة نابلس قضاء، ويضم 101 من القرى . سميت جبل النار، لأن جبل النار من أسماء لواء نابلس وقيل من أسماء فلسطين، أسماها به دروز جبل لبنان. في عهد الترك اعترافاً ببسالة أهله . كان لنابلس دوراً مهماً في ثورة 36-39 ، وحدثت فيها معارك كثيرة اهمها موقعة جرزايم وعيبال.
في عام 1967 وقعت نابلس تحت الاحتلال الاسرائيلي
في يوم 10/12/1995 تم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ودخول قوات الأمن العام الفلسطينية البلدة.
السكان والنشاط الاقتصادي: يبلغ عدد سكان مدينة نابلس حسب إحصاء عام 1922م، 15947 نسمة ازداد عام 1931 ليصل إلى 17418 نسمة واستمر في الزيادة إلى أن وصل 1966م 53000 نسمة وفي عام 1967 انخفض ليصل 44000 نسمة، بسبب نزوح عدد من السكان إثر حرب عام 1967 ولكنه عاد للارتفاع ليصل إلى 53360 نسمة، ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد السكان في مدينة نابلس، وقد مارست نابلس العديد من الوظائف
عدد السكان السنة
1882 8000
1884 9000
1900 19202
1911 21072
1922 15947
1931 17418
1945 23250
1961 45980
1966 53000
1967 44000
1980 60000
1997 261340
وقد مارست مدينة نابلس العديد من الوظائف منها: الزراعة : إن افتقار المدينة إلى أراض ذات تربة خصبة لم يسمح بإعطاء الفرصة للمدينة في انتاج زراعي جيد، ومن أهم المحاصيل، الحمضيات والزيتون .
الصناعة: تعد مدينة نابلس أهم مدن فلسطين من الناحية الصناعية سواء من حيث عدد مصانعها أم تنوعها أم إنتاجها، ومن أهم الصناعات: 1. مصانع الزيوت النباتية 2. صناعة الصابون 3. معامل الزيتون 4. مصانع الغزل والنسيج 5. صناعة الأغذية والمشروبات 6. الكيماويات والمنظفات 7. الأثاث
8.صناعة الحلويات) وهي مشوهرة على مستوى الشرق الأوسط )
التجارة : تساهم التجارة في دعم اقتصاد المدينة وتتركز الأسواق التجارية في وسط المدينة من حيث السوق التجاري الرئيسي .
اعلام المدينة:
-إبراهيم عبد الفتاح طوقان 1905-1941 م: شاعر الوطن، وقائد فكرة الأدب القومي، عمل فترة من الوقت مسؤولاً عن إدارة القسم العربي في إذاعة القدس – أربع سنوات – إلا أن سلطات الانتداب والصهيونيين أقالوه من منصبه عام 1940م، حيث انتقل بعدها إلى بغداد فعمل مدرساً فيها ثم عاجله المرض فتوفي عام 1941م. عادل عمر زعيتر 1897-1957 م : أكمل دراسته الثانوية في بيروت واستانبول، وانضم إلى الجيش العربي بقيادة الأمير فيصل في الحرب ضد العثمانيين. ونال شهادة الحقوق من باريس عام 1925م واشتغل بعدها محامياً. وفي عام 1953م أصبح عضواً في المجمع العلمي العراقي، وفي عام 1955م انتخب عضواً مراسلاً للمجمع العلمي العربي في دمشق. وقد اهتم في أخريات حياته بترجمة المؤلفات من الفرنسية إلى العربية التي بلغ عددها ستة وثلاثين كتاباً. أتسم من خلالها بالأمانة العلمية في النقل والترجمة ونال ثقة مواطنيه وطلابه . فائق فريد العنبتاوي 1896-1960 م: قاوم البريطانيون من خلال كتاباته وخطاباته وأشعاره، نفته سلطات الانتداب أكثر من مرة، وتعرض بيته وبيت والده للنسف أكثر من مرة لمساعدتهم الثوار الفلسطينيين ضد بريطانيا والصهاينة. وقد تم اعتقالهما عام 1938م وبقيا في المعتقل ثمانية عشر شهراً. وبعد عام 1948 م بقي فائق يعمل جاهداً في دعم المقاومة العربية لاسترداد الوطن . عوني عبد الهادي (1888-1970): أتم دراسته في باريس وارتبط اسمه بالحركة العربية ، بعد إعلان الدستور العثماني 1908 م، اشترك في عدد من الجمعيات التي سعت إلى الوحدة العربية، ومناهضة قرارات التهويد. عين سكرتيراً خاصاً للملك فيصل الأول في سوريا بعد الحرب العالمية الأولى، وتولى وزارة الخارجية بعد السيد سعيد الحسيني، وقد أسس عام 1931م حزب الاستقلال الفلسطيني. وفي عام 1948م عين رئيساً للجنة القانونية للجامعة العربية، وقد توفي عام 1970م عن عمر يناهز 82 عاماً في مدينة القاهرة . نهاد القاسم (1905-1970): توفي في دمشق عام 1970 م عن عمر يناهز 65 عاماً، حيث سكنها منذ فترة طويلة وقد اشتغل بالقضاء وتدرج في مناصبه حيث أصبح رئيساً لهيئة تفتيش الدولة، وتقلد منصب وزير العدل عام 1958م عندما تشكلت أول وحدة بين مصر وسوريا، ويعد القاسم من دعاة القومية والوحدة. محمد عزة دروزة (1889-1984) : ولد في نابلس عام 1889م وتوفي في دمشق عام 1984م. باحث ومؤرخ وروائي، تلقى علومه في نابلس وعمل موظفاً ومديراً لمدرسة النجاح 1922-1927م، ثم مأموراً لأوقاف نابلس، فمديراً للأوقاف الإسلامية في فلسطين، شارك في العمل الوطني وساهم في تأسيس حزب الاستقلال عام 1936م وسجن غير مرة. نال الجائزة التقديرية للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في سورية عام 1970م، وله أكثر من 43 مؤلفاً.
معالم المدينة بئر يعقوب : وتقع في أطراف المدينة ويعتقد أن هذه البئر حفرها النبي يعقوب عليه السلام عندما جاء إلى شكيم، ويبلغ عمقها 40 متراً، وعند هذه البئر التقى السيد المسيح بالمرأة السامرية، وكان قد غادر بيت المقدس إلى الجليل عن طريق السامرة. وحيث كان السيد المسيح متعباً،فقد جلس إلى جانب البئر، وعندئذ جاءت إمرأة سامرية لتستقي فطلب منها أن تعطيه ماء ليشرب، فردت عليه كيف تطلب مني ماء لتشرب وأنت يهودي وأنا سامرية ؟ (حيث كان اليهود لا يتعاملون مع السامريين) ولهذا تدعى البئر أيضاً بئر السامرية .
وقد بنت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور البيزنطي قسطنطين كنيسة كبيرة فخمة (بعرض 25 متراً وطول 43 متراً) فوق هذا البئر في القرن الرابع للميلاد. وزين الإمبراطور جوستنيان الكنيسة بالزخارف ولم يتعرض العرب للكنيسة بأذى عندما فتحوا البلاد في عهد الراشدين. وبقيت الكنيسة على حالها حتى تهدمت عام 1009م في العهد الفاطمي. ثم عمرها الصليبيون عام 1154م، ثم هدمت عام 1187م بعد خروجهم من البلاد، وفي عام 1555م تولت الكنيسة الأرثوذكسية حراستها بأمر من السلطان العثماني. ثم بنيت كنيسة على آثار الكنيسة القديمة فيما بعد . جامع الخضراء: ويقع في حي الياسمينة بالقرب من "عين العسل" ويرجع تاريخ بنائه الحالي، بناء على الكتابة المدونة على مدخله إلى أيام السلطان المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي (1279 – 1290 ) سابع ملوك دولة المماليك التركية. ويوجد في صحن الجامع بركة ماء، وتبلغ مساحة القسم المعد للصلاة فيه نحو 300 متر مربع، وله محراب جميل، وفي ركنه الجنوبي الغربي مكان منفصل يقال إنه المكان الذي حزن فيه يعقوب على ولده يوسف. ويعرف الجامع لذلك باسم "جامع حزن يعقوب" وتبعد مئذنته مقدار ستين متراً من ناحية الشمال، وتشبه في نمطها المعماري مئذنة الرملة. قبر يوسف: يقع على بعد نحو 900متر إلى الشمال من بئر النبي يعقوب. ويوجد قبر يعتقد أنه قبر النبي يوسف. ويعتقد أن أبناء يعقوب باعوا أخاهم يوسف في هذا الوادي . ويعد جرزيم مكان مقدس وأثري لدى السامريين حيث يعتقدون أن إبراهيم عليه السلام قد هم بذبح ابنه قرباناً إلى الله تعالي . المقبرة البيزنطية: التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي وتحوي على أعمدة منحوتة بالصخر الأبيض نحتاً فنياً جميلاً ، حيث يعتقد أنها مقبرة لأسر غنية . علاوة على المراكز الأثرية السابقة هناك العديد من المزارات والخرب الموجودة في المدينة وفي قضائها ولكنها لم تلق العناية الكاملة، وتحتاج إلى الرعاية والترميم، وقد أسلفنا الحديث عن المساجد والمزارات . مدينة نابلس اليوم: يتبع مدينة نابلس 73 تجمعاً سكانياً وقد بلغ عدد سكان هذة التجمعات 116966 نسمة لعام 2000 وبلغ عدد الأسر 180.3 وعدد المباني 8746 مبنى وبها 11 موقعا أثرياً مؤهلة للسياحة وهي تل صوفر- تل بلاطة - التنور – مقبرة عسكر- ومعبد رويوس وكنيسة مريم والمدرج الروماني وسباق الخيل والمدرج الأثرى والمقبرة الغربية وتل الحلو، وتعد مركزا تعليميا للقرى التي تقع حولها وبها جامعة النجاح وهي من كبريات الجامعات الفلسطينية . وقد أقامت إسرائيل مجموعة كبيرة من المستوطنات على أراضيها
Subscribe to:
Posts (Atom)